تابعنا عبر |
|
|
الثائر تقدم لكم تقنية الاستماع الى مقالاتها علّم أي مقطع واستمع إليه
#الثائر
- * " فادي غانم "
في غمرة المواقف الأخيرة وما رافقها من خلافات ومناكفات و"تغريد" خارج سرب التوافق، كدنا ننسى أن الحكومة انطلقت وأطلق عليها توافقا اسم "إلى العمل"، ولا نعلم حتى الآن إن كانت فعلا اسما على مسمى، وما على اللبنانيين سوى الانتظار أسابيع أو أشهرا عدة، على أمل أن تتسارع وتيرة العمل أكثر وتكون الحكومة قد استحقت اسمها، أو كرسته شعارا وإنجازات، وإذا كنا محكومين دائما بالتفاؤل فلا يعني ذلك ألا نكون متيقظين ومتهيبين وخائفين من المستقبل وعليه، خصوصا وأن كل ملف من الملفات المطروحة للمعالجة يحمل في طياته صاعق تفجير، وهذه خاصية استثنائية تميز السياسة في لبنان.
وسنظل متفائلين إلى أن ينبلج فجر لبنان الحقيقي، ويصبح اللبنانيون جميعا مدركين بألا بديل عن التوافق وتغليب الوحدة الداخلية والتعالي على الصغائر، وتاليا، التأسيس لديموقراطية حقيقية ندنو معها من حدود إنسانيتنا وأن نكون على قائمة الدول الأكثر تحضرا، ونعلم أن الدول بمصالحها غير قابلة لتؤنسن حضورها وممارساتها، لكن في مَا نراه ونتلمسه ونتابعه في دول الغرب نجد أن ثمة قوانين راعية لحقوق مواطنيها، أما نحن في لبنان ما نزال غير قادرين على تكريس مبدأ الكفاءة، ما يعني أن الظلم لما يزل سيفا مسلطا على رقاب اللبنانيين.
بالأمس، أكد رئيس مجلس النواب نبيه بري أن الكفاءة يجب أن تكون المعيار للتوظيف، وفي تأكيده إقرار بأن معيار التوظيف ما يزال غائبا ومغيبا، وخاضعا للاستنساب لتكريس التبعية للسياسيين، فضلا عن أن ما بدأ يتكشف في موضوع مكافحة الفساد من فضائح، وآخرها كشف الغطاء عن شبكة من رؤساء الاقلام والمحامين والضباط في قصور العدل، يؤكد أن غياب معياري الكفاءة والنزاهة لا بد وأن يفضي إلى الفساد ، وإذا كانت ثمة خلافات بين أركان الحكومة حول التعيينات فذلك مؤشر على أن المحسوبيات حاضرة، وبالتأكيد على حساب معيار الكفاءة الذي طالب به الرئيس بري.
نعلم أن هناك الكثير من الملفات العالقة، وعلى الحكومة أن تبدأ في معالجتها انطلاقا من خطوة ضرورية تتمثل في نزع صواعق التفجير منها بتأن، أي من خلال تأمين مقاربة وطنية لهذه الملفات بعيدا من الاصطفافات السياسية والطائفية، وهذا ما يسهل على الحكومة أن تكون كتلة واحدة متراصة قادرة على تحقيق شعار "إلى العمل"، وإلا سيبقى لبنان في دائرة الفوضى والتعثر!
*الحاكم السابق لجمعية أندية الليونز الدولية – المنطقة 351 (لبنان، الأردن، العراق وفلسطين)
*رئيس "جمعية غدي"