تابعنا عبر |
|
|
الثائر تقدم لكم تقنية الاستماع الى مقالاتها علّم أي مقطع واستمع إليه
#الثائر
جاء تأكيد رئيس الحكومة سعد الحريري اليوم عقب لقائه رئيس الجمهورية العماد ميشال عون في موضوع تشجيع الخليجيين للعودة الى لبنان "كما كانوا عليه في السابق"، في موقعه الصحيح، وقد أحسن توقيتا في إيلاء هذا الموضوع أهمية استثنائية، خصوصا وأننا على مشارف موسم اصطياف، ومن شأن هذا الأمر أن يرفد الاقتصاد بجرعة دعم إنقاذية لسائر قطاعات الخدمات المرتبطة بالحركة السياحية، فضلا عن دعم قطاعات أساسية في لبنان ومن بينها قطاعي الفنادق والمطاعم، فضلا عن أن ثمة ضرورة أيضا لدعم القطاع العقاري، ما يمهد لاحقا لعودة الاستثمارات في قطاعات ومجالات عدة.
من المهم ألا يظل الاهتمام منصبا على معركة مكافحة الفساد ، كملف وحيد يقعدنا عن مقاربة ما يعود بالخير على لبنان، كما أن لا شيء يحول دون أن ننطلق نحو آفاق تعمق الثقة بلبنان، أو على الأقل تعيده مرة جديدة على الخارطة السياحية العربية والدولية، وأن نسير في الوقت عينه على طريق معالجة سائر الأزمات الحاضرة، ولا سيما منها ما هو متعلق بعودة النازحين السوريين إلى بلادهم، بمعنى ألا يكون لبنان محكوما بمواجهة أزمات بعينها، وهنا تنبه الرئيس الحريري إلى أن ثمة ضرورة لتفعيل القطاعات الإنتاجية، ولو تلك المتصلة بقطاع السياحة والخدمات، فضلا عن أن هناك حاجة لدعم قطاعي الصناعة والزراعة، والإفادة من عودة فتح المعابر البرية مع سوريا، وهذا ما يتطلب بحثا هادئا مع السلطات السورية.
وتأتي توجهات الحريري منسجمة مع قرار المملكة العربية السعودية لجهة رفع الحظر عن مجيء رعاياها الى لبنان، وهذا يعني أن المطلوب أن يلاقي لبنان هذا القرار بتوفير مناخ إيجابي محليا، يفترض أو يتطلب تكريس التهدئة في موضوع الملفات العالقة، ومنها ملف الفساد وأزمة النازحين وغيرها، أي أن تكون المعالجات بعيدا من استحضار التوتر وتسميم الأجواء بتراشق إعلامي.
ويعول الرئيس الحريري على أن تتخذ الدول الاخرى قرارات من هذا النوع في أسرع وقت ممكن، وهو لفت إلى أن فريقا كبيرا من لبنان عمل على إنجاز الاتفاقيات المشتركة التي سنتفق على اجتماع للجنة اللبنانية - السعودية لتوقيعها، وستكون هناك ايضا ملفات اقتصادية اخرى لدعم لبنان.
وأن يعلن رئيس الحكومة عن مواقفه من بعبدا، لجهة أن الاقتصاد أولوية، فهذا يعني أن هناك اتفاقا مع رئيس الجمهورية لإحداث صدمة إيجابية تطاول الاقتصاد الوطني، ولا يلغي ذلك أن الإصلاحات مطلوبة ولكن بهدوء وخارج ما اعتدنا عليه من صخب لا يفضي لشيء!