تابعنا عبر |
|
|
الثائر تقدم لكم تقنية الاستماع الى مقالاتها علّم أي مقطع واستمع إليه
#الثائر
لن تكون الانتخابات الفرعية في طرابلس، يوم الأحد في 14 نيسان (أبريل) المقبل سهلة على أي فريق سياسي قرر خوضها، وهي أكبر من انتخابات لاختيار نائب بعد الطعن بنيابة ديما جمالي، خصوصا مع ما نشهد اليوم من ملامح معركة، وإن لم ترتسم معالمها بوضوح حتى الآن، لكنها تشي بأنها ستكون معركة أحجام، ومن هنا نجد أن ثمة تريثا ومراجعة حسابات لصوغ تحالفات في محاولة لتوفير فرص النجاح بالنسبة لتيارات سياسية عدة من المتوقع أن تحدد خياراتها قريبا، لنعلم من سيخوض الاستحقاق في مواجهة جمالي، أي "تيار المستقبل" الذي أعلن دعمه لها وأطلق ماكينته الانتخابية قبل أيام.
ويبدو إلى الآن أن ثمة أمورا غير واضحة ولا محسومة لدى القوى السياسية المعنية بهذا الاستحقاق، وذلك يعود إلى توازن الاحجام السياسية وتنوعها، فضلا عن حساسية المعركة وأهميتها لدى الفرقاء المعنيين، وإذا كان "المستقبل" قد حسم أمره في خوض الاستحقاق لحظة إبطال المجلس الدستوري نيابة جمالي، فمن المتوقع أن يتضح قريبا موقف جمعية المشاريع الخيرية الإسلامية لجهة تبني مرشحها طه ناجي، فضلا عن وزير العدل الاسبق اللواء أشرف ريفي المتوقع أن يحدد موقفه من الترشح رسميا خلال ايام قليلة، فيما لم يتقرر ما اذا كان سامر طارق كبارة ابن شقيق النائب الحالي محمد كبارة سيترشح، وإن أكدت مصادر متابعة لـ "الثائر" أن "كبارة قد يعلن عزوفه عن الترشح في حال قرر اللواء ريفي خوض الاستحقاق".
وإذا ما ترشح ريفي فهذا يعني أننا سنشهد معركة الزعامة السنية في الشمال، علما أن ثمة توجها جديا لدى ريفي لخوض الاستحقاق، وهذا ما سيحسم يوم الخميس المقبل في طرابلس في مؤتمر صحافي لإعلان موقفه رسميا، وهنا تدخل الحسابات على خط المواجهة، فإذا استمر مرشح جمعية المشاريع طه ناجي بدعم من النائب فيصل كرامي، فهذا يعني أنه سيكون هناك خلط أوراق بين ثلاثة مرشحين أقوياء، وهنا لا يمكن تكوين صورة واضحة في انتظار موقف اللواء ريفي.
وفي المعطيات الأولية، يعتبر تحالف الرئيسين سعد الحريري ونجيب ميقاتي الأقوى إلى درجة أن هناك من يعتبر حسم نتائج المعركة مسبقا، لا سيما مع انضمام الوزير السابق محمد الصفدي إليهما، لكن هناك توجهاً سياسياً واضحا لدى سائر القوى "الطرابلسية" الأخرى بعدم تسليم المدينة إلى "التيار الأزرق" وحلفائه بسهولة.
ومن هنا، إذا تمكن معارضو "المستقبل" من الاتفاق على مرشح واحد في مواجهة جمالي فسيكون لطرابلس كلمة أخرى تعيد التذكير باكتساح ريفي لانتحابات بلدية طرابلس، وستكون معركة "كسر عظم"، ولا يمكن استباق الأمور إلى أن تتضح طبيعة التحالفات ومن هم المرشحون.