تابعنا عبر |
|
|
الثائر تقدم لكم تقنية الاستماع الى مقالاتها علّم أي مقطع واستمع إليه
#الثائر
تؤثر النائبة المطعون بنيابتها الدكتورة ديما جمالي تصوير تيارها السياسي على أنه الأكثر انفتاحا على ضرورة إشراك المرأة في الحياة العامة، وتريدنا التصديق بأن القوى السياسية في لبنان أنصفت المرأة، علما أن الإنصاف ليس مطلوبا، لأن من حق المرأة أن تكون حاضرة أكثر في الحياة السياسية بعيدا من رعاية تيار سياسي، ولأننا لا نريد نساء ملحقات في تكتلات الطوائف وأحزابها لا يملكن حق التعبير عن آرائهن بخلاف ما يوحى إليهن، أو ألا يتخطى سقفهن سقف من قدم لهم النيابة على طبق من فضة.
لا نظلم النساء اللواتي وصلن إلى الندوة النيابية من كل التيارات والقوى السياسية وجمالي بينهن، ففي مكان ما أبلينَ بلاء حسنا في معترك الحياة، وأثبتن مكانتهن المتميزة، لكن أن يتم تصوير رفد قوائم السلطة بمرشحات على أنه إنجاز، فذلك لا يغير في الأمر شيئا، ذلك أن المرأة ستظل محكومة باعتبارات تقعدها عن التحليق في مدارات إنسانية أبعد، لأننا نعلق آمالا على دور للمرأة يتخطى حدود الالتباسات التمثيلية في لبنان، وهذه نقمة تطاول الرجال أيضا من نواب لا يملكون خيار التفكير بعيدا من إملاءات المسؤول والزعيم المفدى.
ما جاء مستفزا اليوم في تصريح للدكتورة جمالي قولها إن تيار المستقبل وعلى رأسه الرئيس سعد الحريري كانوا السباقين في إبراز دور المرأة في الحياة السياسية مما شكل بصمة جديدة ولافتة على الساحة اللبنانية، فهذا كلام إعلامي يوظف في حملة جمالي الانتخابية المقبلة، خصوصا وأن ليس ثمة إلى الآن أي فريق سياسي سباق في موضوع حقوق المرأة، فالنساء اللواتي وصلن إلى البرلمان لكل واحدة منهن ظروفها الخاصة، عائلية أو اجتماعية أو من حتى قبيل الصدفة، أي بما لا يقنع بأن هناك حركة نسائية لبنانية قادرة على خوض غمار السياسة بعيدا من ظل الطائفة وعباءة الزعيم.
وبالتأكيد لا ننتقص من دور "تيار المستقبل" ولا من حضور جمالي، وإنما نتحدث عن قضية عامة متصلة بواقع المرأة عموما في بيئتنا اللبنانية وفي رحاب دولة راديكالية قائمة على توازنات بين الطوائف، لأننا نريد امرأة زعيمة حزب سياسي، امرأة تشكل حكومة، وما الذي يمنع من أن نرى امرأة في سدة الرئاسة الأولى في يوم من الأيام.
وثمة كلمة أيضا، نحن مع الدكتورة جمالي في معركتها الإنتخابية في طرابلس، فالكلام عن قضية ملتبسة لا يفسد في الود قضية، لأننا مع تعديل التوازن التمثيلي لصالح المرأة، لكن فقط من باب احترام عقولنا ليس ثمة فريق سياسي في لبنان أنصف المرأة حتى الآن!