تابعنا عبر |
|
|
الثائر تقدم لكم تقنية الاستماع الى مقالاتها علّم أي مقطع واستمع إليه
#الثائر
وسط التوتر المستجد بين " التيار الوطني الحر " و " القوات اللبنانية " على خلفية الموقف الأخير من موضوع النازحين السوريين، عدنا لنتذكر محطات سابقة، كنا نريدها أن تكون انتهت مفاعيلها إلى غير رجعة، خصوصا وأن تبعاتها في مراحل عدة كانت لها نتائج خطيرة على مجمل الوضع في لبنان، وآخرها تأخير تشكيل الحكومة، فالخلاف بين هذين الفريقين كان من بين العوامل التي عطلت التأليف نحو ثمانية أشهر.
لن نقارب هذا السجال من موقع من هو على حق ومن هو على صواب، لكن على القيادتين أن تدركا جيدا أن التراشق بالمواقف لا يغير شيئا في معادلات السياسة، لا بل يفضي غالبا إلى إضعاف الدولة، وما يصح في المواضيع الخلافية بين "التيار" و"القوات" يصح أيضا لدى سائر القوى السياسية، لا سيما تلك المنبثقة من نسيج طائفي أو مذهبي واحد.
ويبدو أن السجال سيظل مفتوحا، ولا سقف واضحا له، فوزير الخارجية والمغتربين جبران باسيل اتهم البعض بالتفكير بمصالح سياسية رخيصة وصغيرة، من خلال عدم ممانعته في بقاء النازحين السوريين سنة أو أكثر، طالما يرضي السفراء والسياسة الدولية، ليرد أمين سر "تكتل الجمهورية القوية" فادي كرم قائلا: "أدخل سياج النازحين إلى الداخل بدل إبقائهم على الحدود، تماما كما يريد إدخال الأسد الآن إلى الداخل، بدل ارسال النازحين إلى سوريا"، وكان قبلها قد أطلق "تغريدة" نارية ما أجج الخلافات أكثر، وربما تغريدته هذه استدعت ردا من الوزير باسيل، ذلك أن "التيار" التزم عدم الرد والدخول في سجالات.
منذ أن نال لبنان الاستقلال، ونحن في دوامة الصراعات، فالتركيبة الطوائفية دائما ما تستحضر مثل هذا الجو المتشنج، إن كان بين الطوائف في ما بينها أو بين مكون طائفي من لون واحد، والثاني أخطر لأنه يشكل أرضا خصبة لتمظهر التعصب على نحو أكثر شراسة، وإذا عدنا إلى الحرب الأهلية المشؤومة، نجد أن الذين قضوا في معارك الطوائف فاق بكثير عدد من قضوا في معارك فريق اللون الطائفي الواحد.
ومن هنا نقول، طالما أننا محكومون بهذا المدى الطائفي المكرس في الدستور، ولا سيبل الآن إلى بناء الدولة المدنية، فعلى "القوات" و"التيار" أن يقتديا بالثنائي الشيعي "أمل" و" حزب الله "، وقد تمكنا من تكريس التوافق بعد معارك طاحنة في أواخر الحرب الأهلية، فاستراحا وأراحا، وهذا ما يجب أن يحكم علاقة "التيار" و"القوات" ليستريحا ويريحا أيضا!