تابعنا عبر |
|
|
الثائر تقدم لكم تقنية الاستماع الى مقالاتها علّم أي مقطع واستمع إليه
#الثائر
يبدو أن وزير شؤون النازحين صالح الغريب على عجلة من أمره، أو "مزروك بالوقت" فسارع وتسرع بزيارة دمشق، وربما يكون "الهوى غلاب" فطغى الحب واستبد في لحظة شوق لقلب العروبة النابض، وكل الخوف أن تكون الزيارة مندرجة في سياق يفهم منه أن المكتوب يقرأ من عنوانه.
نقول في هذا المجال أن الاندفاع للعمل مطلوب ومهم جدا، لكن ثمة بونا شاسعا بين السرعة والتسرع، ورائع أن يتسلح الوزير عادة، أي وزير، بعنفوان الشباب، لكن الاندفاع دون خطوات واضحة ومدروسة وتبعا للأعراف والقوانين يأتي بنتائج غير محسوبة أيضا، أو تكون محسوبة فقط على الوزير المعني، حتى أننا في مكان ما، كدنا نظن أن الوزير الغريب أراد أن ينسق مع القيادة السورية قبل أن يلتئم مجلس الوزراء يوم الخميس المقبل، فهل ثمة وصاية جديدة غير معلنة أوقعت وزير شؤون النازحين في المحظور؟
لم تخف أوساط سياسية امتعاضها من هذه الخطوة، ورأت أن توقيت زيارة الغريب إلى دمشق غير موفق وخاطىء، شكلا ومضمونا، وتعلل ذلك بأن الزيارة تمت دون استشارة رئاسة الحكومة، ودون الحصول على موافقتها، إضافة إلى أن الغريب لم يضع مجلس الوزراء في أجواء الزيارة وما هو الهدف منها قبل حصولها، على الأقل ليضفي عليها طابعا رسميا، وبالتالي، فإن الزيارة أثارت أكثر من علامة استفهام، ولا يمكن توصيفها، إلا انها بمثابة تشويش على الأجواء التوافقية السائدة داخل الحكومة.
في هذا السياق، أشار مصدر مطلع لـ "الثائر" إلى أنه لا يستبعد أن تكون "زيارة الغريب حاضرة كمادة خلافية في جلسة الحكومة المقررة الخميس المقبل"، لافتا إلى أن "عددا كبيرا من الوزراء غير راضٍ عن هذه الزيارة وسيكون له موقف منها"، فضلا عن أن مصادر مقربة من الرئيس الحريري أبلغت المتصلين بها ان زيارة الغريب غير موافق عليها من الحكومة، وبالتالي فإنها تعتبر زيارة خاصة.
مصادر الوزير الشاب رأت أن الزيارة جاءت بناءً على خطة الوزير في مقاربة ملف عودة النازحين السوريين إلى بلادهم، وان الرئيس الحريري كان في جو حصول هذه الزيارة، مشيرة إلى انه تمّ الاتفاق بين الوزيرين السوري واللبناني على آلية جدية لتسريع العودة، وانه سيكون هناك تعاون كبير من الجانب السوري لتحقيق العودة، عبر تسهيل إجراءات عودتهم.
كلام جميل، لكن لا يلغي أن ثمة خطوة ناقصة، لا نريد توصيفها بسوء نية، كأن نقول: "أول دخولو شمعة عا طولو"!