تابعنا عبر |
|
|
الثائر تقدم لكم تقنية الاستماع الى مقالاتها علّم أي مقطع واستمع إليه
#الثائر
استأنف مجلس النواب اليوم "عروضه" المتلفزة لمناقشة البيان الوزاري، لنعاود نشر غسيلنا "المدعوك" جيدا بالفساد أمام العالم، صحيح أن ثمة ما هو مُسلٍّ ونحن نشاهد "إبداعات" في فن الخطابة والإلقاء، لكن للصبر حدود، ولا أحد يرأف بأعصابنا ونحن ننتظر أن يسدل الستار على هذا "العرض" الطويل، خصوصا وأن كثيرين لم يوفقوا في الأداء، وبدوا مقصرين في التمرين، ولم يمكثوا ساعات أكثر أمام المرآة ليتقنوا أكثر بعض فنون الإلقاء، وبدوا أيضا غير مقنعين وبحاجة إلى دورات تأهيل تتطلب الاستعانة بأساتذة من كلية الفنون – قسم التمثيل، من المختصين في مادتي التعبير الجسماني واللفظي (النبرة، مخارج الحروف وغيرهما).
ثمة من يقول إن المهم هو مضمون الكلام، وهذا صحيح، لكن المضمون واحد والفساد واحد والمواقف ذاتها، فعلى الأقل لنهتم بالشكل تعويضا عن مضمون لم يتغير وسمعناه مرارا وتكرارا مع سائر الحكومات التي تشكلت في الثلاثين سنة الأخيرة، فضلا عن أن "حبل الغسيل" صار أطول من قبل، ولم يعد يكفي الوسط التجاري لنشر ما زاد من مواقف وفضائح.
لا نعلم لماذا لا ينتدب كل تكتل نيابي ممثلا بارعا ليتحدث ويناقش، بما فيهم "اللقاء التشاوري" كتكل حديث قدم إضافة مهمة وغير مسبوقة في تاريخ العمل النيابي، وبذلك كنا حصرنا عدد المتحدثين وأنهينا جلسة المناقشة في ساعات قليلة، وانطلقنا بعدها لتحقيق عنوان الحكومة "إلى العمل"، وما يزيد المخاوف أن من يتحدثون كثيرا يعملون قليلا، ويصبحون بالتجربة منظرين يقعدهم الكلام عن كل ما هو مفيد، بمعنى آخر شبعنا تنظيرا، ونريد أعمالا وإنجازات، أهمها إلقاء القبض على "الفساد" وإيداعه السجن ومحاكمته محاكمة عادلة دون التدخل بالقضاء، ولا نزال نحلم بأن نرى الفساد يوما مكبلا بالأصفاد، ينتظر حكم القضاء: إعدام!
لا يمكن أن يكون مجلس النواب منصة لتدريب السياسيين الجدد على فن الكلام والخطابة، بالرغم من أن هناك كثيرين من المخضرمين بحاجة أيضا لدورات إعداد وتأهيل جديدة، ولا نقول ذلك من باب السخرية، فساعة لا نعود نفهم على من يمثلوننا فالأمر يصبح جديا، إلا إذا تحولنا شعبا عصيا على الفهم والإستيعاب.
من هنا، نقول إن المشكلة التي تؤرقنا اليوم وتزيد من هواجسنا تبقى متمثلة في أن طالبي الكلام أكثر من طالبي العمل!