تابعنا عبر |
|
|
الثائر تقدم لكم تقنية الاستماع الى مقالاتها علّم أي مقطع واستمع إليه
#الثائر
عكار في القلب كانت وستبقى برغم ما طاولها تاريخيا من إهمال لا يزال مستمرا بحكم غياب التنمية الشاملة وإهمال الأرياف اللبنانية، ورفع الغبن عن عكار واجب الدولة أولا وأخيرا، لكن أن تكون عكار منصة لخطاب شعبوي – رغم أحقية المطالب – فهذا ما لا يمكن تسويغه ولا القبول به، ومناطق لبنان كافة ليست إقطاعات سياسية، فزمن الاقطاع السياسي والاقتصادي والمالي لا بد وأن يركله الناس غداة صحوة لن تكون ببعيدة، فارحموا عقولنا وما بقي من أعصاب سنفقدها إن ظل هكذا واقعنا، مجرد ملهاة عنوانها الضجر، وقد يفضي بنا إلى الجنون.
ما استوقفنا اليوم، ما ساقه النائب هادي حبيش في كلمة له في ببنين العكارية"، قائلا "نحن بعد اليوم لن نقبل أن يكون في لبنان 98 مديرا عاما ويكون لدينا في عكار اثنان فقط، وحقنا الطبيعي على الاقل عشرة مدراء عامين، هذا حقنا ونريده من هذه الحكومة، لن نقبل بأن يهدر حقنا بعد اليوم، فاذا لم نأخذ حقنا في التمثيل في الحكومة، فسنأخذ حقنا بالتمثيل في إدارات الدولة".
لا ننتقد النائب حبيش وهو المعروف عنه دماثة الخلق وتمسكه بالقيم والمناقب، لكن مثل هذا الخطاب لا يقتصر على حبيش دون سواه، وكأنه يُرادُ لنا أن نكون جمهورا مسلوب الإرادة، ومحكومين بلغة مناطقية تزيد التباعد بيننا كلبنانيين، وما يؤخذ على النائب حبيش ومن موقعه في كتلة رئيس الوزراء سعد الحريري ، أنه لم يتقدم بهواجسه لمعالجة مثل هذا الإجحاف إلى الرئيس الحريري أولا، على طريقة ما هو قائم مع تكريس التحاصص الأخير في الحكومة، وهذا يعني أن ثمة تقاعسا من نواب "المستقبل" تجاه عكار.
هذا في المبدأ التحاصصي، مع علمنا المسبق أن هذا التوجه سيفضي إلى مواقف كتلك التي عبر عنها النائب حبيش، ولن نتمكن من تجاوز هذا الواقع لصالح ما يوحد ويجمع، كأن يكون أي مسؤول ممثلا لوطن لا لطوائف ومناطق، والفساد يبدأ هنا، ساعة يتم اقتسام المواقع في الدولة على قاعدة طوائفية ومناطقية، فيؤتى بالأتباع على حساب أصحاب الكفاءة في غالب الأحيان.
وللنائب حبيش نقول، المطلوب تعميم ثقافة وطنية تنصف اللبنانيين بغض النظر عن مناطقهم، هنا التحدي، وإلا سنظل أسرى هذا التقوقع الذي سيفضي في النهاية إلى تكريس الانقسام وتقسيم المقسم!