تابعنا عبر |
|
|
الثائر تقدم لكم تقنية الاستماع الى مقالاتها علّم أي مقطع واستمع إليه
#الثائر
أما وقد هدأ الصخب الحكومي وفرغت الكؤوس وتوقف تبادل الأنخاب، بانتظار أن يمر الأحد المفترض أن يكون صاخبا بدوره، خصوصا مع استقبال الوزراء الجدد الوفود المهنئة، صار لزاما التفكير بهدوء وروية، انطلاقا من سؤال يختصر بكلمتين اثنتين، ماذا بعد؟
في سياق المواقف التي عبر عنها الناس عبر مواقع التواصل الاجتماعي ، كان ثمة كثيرون أبدوا هواجس وصلت في أحيان كثيرة حد السخرية من واقع سياسي لا يمكن أن يصطلح لمجرد تأليف حكومة، وفي بعض المحطات لا بد من استمزاج آراء الناس، لا سيما وأن مواقع التواصل صارت إلى حد بعيد تعكس مزاج الشارع، وما استوقفنا أمس "بوست" على صفحة أحد المواطنين على "فيسبوك"، قال فيه: "هلق صار عنا حكومة مبروك، قولكن راح يصير عنا دولة"؟
هذا "البوست" يصلح لأن يكون "مانشيت" رئيسية في إحدى الصحف الورقية الصامدة، فعلاً نحن بحاجة إلى الدولة أولا، فأن تأتي حكومة بعد ثمانية أشهر من الدلع والصراخ والتخوين وإطلاق الشتائم ورفع السقوف وما رافقها من انتفاخات في التمثيل، فهذا يمثل مكمن الداء، فأي حكومة يمكنها أن "تقلع" في ظل هذا الانفلات السياسي، ووسط اجتهادات دستورية "برات الصحن"، نحرت "الطائف" في مواقع كثيرة نصا ومضمونا.
نعود إلى ما طرحه غبطة أبينا البطريرك مار بشارة بطرس الراعي حين شدد على ضرورة تشكيل حكومة مصغرة من ذوي الاختصاص، ولا نزال عند هذه القناعة، أما وقد تشكلت وفق هذا السيناريو الأخير، فالمطلوب التعالي عن صغائر السياسة من باب الاستئثار والمصادرة والتفرد، وأن يدخل الوزراء إلى اجتماعات الحكومة مجردين من طوائفهم وأحزابهم وانتماءاتهم السياسية في ما عدا انتمائهم إلى لبنان، هذا التحدي الأكبر إذا أرادت الحكومة أن تنشط وتحقق الإنجازات.
لا نريد أن يكون لبنان خاسرا ومعه الناس الذين اكتووا بنار الأزمات الاقتصادية والمعيشية، خصوصا وأن تجربة الحكومة السابقة حملت معها الكثير من الفشل وفي العديد من الملفات، ولم تأتِ هذه التجربة بما علَّق عليها المواطنون من آمال، فضلا عن أن ما شهدناه في مرحلة تشكيل هذه الحكومة ، وما رافقها من تدهور مالي واقتصادي وحياتي تضررت معه سمعة لبنان، لا يشي بالخير، إلا عندما نرى طحينا وإنجازات، فلننتظر على أمل تكون ثمة صحوة، لنتأكد أن هناك دولة قبل أن تكون هناك حكومة، هذا هو التحدي الآن وغدا وبعد غد!