تابعنا عبر |
|
|
الثائر تقدم لكم تقنية الاستماع الى مقالاتها علّم أي مقطع واستمع إليه
#الثائر
جميل ورائع ما طرحه بعض الوزراء الجدد من شعارات وبيانات و"تغريدات" تدعو إلى العمل وتحقيق الإنجازات، وقد أضفت حيوية على الساحة السياسية في الساعات القليلة الماضية بعيدا من "لعنة" الجمود وقد ظل جاثما فوق الصدور لما ينوف على ثمانية أشهر، وفي كل الأحوال ثمة فرصة لتنطلق الحكومة الجديدة بهذا الجو من الدينامية علها تعوض ما أُهدرَ من فرص في زمن ضائع لم يحتسب من أيامنا كلبنانيين، خصوصا وأن الوقت في عرف الدول والأمم المتطورة له ثمن، ويقاس بالثواني والدقائق، لا بالأيام والأسابيع والأشهر.
ومن هنا، نعلم أن الأحمال كبيرة، وأن ما تراكم من ملفات يتطلب معالجات استثنائية، وهذا ما يفرض جملة من التحديات تتطلب بدورها حدا أدنى من التوافق والانسجام داخل مجلس الوزراء، خصوصا وأن الهواجس لم تنتف أسبابها بإعلان تشكيل الحكومة، فثمة مشوار طويل، وما "نحتفل" به اليوم كـ "إنجاز" كان يفترض أن يتحقق قبل خمسة أشهر على الأقل، وتشكيل الحكومة هو بداية، ولا يرقى إلى "إنجاز"، فالإنجازات عادة تكون في مسار ما تحققه الحكومات لا في صدمة تأليفها كحدث جلل.
وبغض النظر إن تشكلت الحكومة خوفا من ضياع أموال "سيدر"، ونريد هنا أن "نصفي النية" لصالح ما يمكن أن يؤسس لمرحلة من الثقة، وبغض النظر أيضا عن آليات التشكيل والمحاصصات، فلا بد من التأكيد هنا، على أن المطلوب كثير من هذه الحكومة وفي هذه المرحلة بالذات، ولا سيما لجهة ترميم الثقة بين الدولة والمواطن، بمعنى تخطي الالتباسات التي رافقت عملية التأليف، والتي أظهرت خللا في ممارسة السلطة لصالح الاستئثار والاستفراد، لأن الثقة الأهم لا تلك التي يمنحها مجلس النواب ، وإنما تلك التي يعبر عنها الناس من وجع وخيبات وخوف على حاضر لا يشي بالخير ومستقبل مغلف بالأسئلة.
وكي نقول الأمور دون مواربة وبكثير من المسؤولية، فإن مقاربة "إنجاز" تشكيل الحكومة من موقع ماذا حقق كل فريق من مكاسب، يعني أننا محكومون بالانقسام كحالة دائمة، وغير قادرين على تجاوز نزعات ضيقة هي بعض تجليات سلطة طوائفية متحالفة عند حدود مصالحها، وفي النهاية، ظل حكومة أفضل من فراغ وتصريف أعمال!