تابعنا عبر |
|
|
الثائر تقدم لكم تقنية الاستماع الى مقالاتها علّم أي مقطع واستمع إليه
#الثائر
مع ما يمكن اعتباره الفرصة الأخيرة في موضوع تشكيل الحكومة ، وترجيح كفة الاعتذار في حال استمرت آخر العقد دون حل، لا سيما مع عدم القدرة على اقتسام الحقائب وفق تعديلات لم ترضِ بعض القوى السياسية في مقابل تشبث قوى أخرى بوزارات معينة، يبدو واضحا أن إفشال الرئيس المكلف سعد الحريري مستمر على مسارين مختلفين، الأول لم يراعِ إلا مصالحه الخاصة غير آبه باعتبارات تحترم خصوصيات الواقع اللبناني، والثاني تجلى بوضوح في أكثر من محطة من أن المطلوب فرض حلول تعجيزية لسحب التكليف وتسمية رئيس آخر يتولى مهمة التأليف، وفي كلا الحالتين، فإن معظم القوى السياسية أرادت إحراج الحريري بالقصد حينا وبالعرَض أحيانا.
ما لا يعلمه من يتقصدون إقصاء الحريري أن لا إمكانية لبديل يمثل الاعتدال، حتى أن بعض الشخصيات السنية، وإن كانت تمثل حيثية سياسية، إلا أنها في مكان ما تعتبر ملحقة بقوى الثامن من آذار، وهذا ما سيضعف الحريري سنيا لصالح قوى تتبنى خطابا متطرفا، وسيعزز أكثر التعصب لصالح خطاب متشدد.
ما يؤشر إلى أننا سنكون أمام أزمة جديدة، ما بدأ يتردد من معلومات ساقتها بعض قوى الثامن من آذار، لافتة إلى أن اعتذار الحريري لا يعني بالضرورة إعادة تكليفه من جديد، وسائر المعطيات ترجح فشل المشاورات الأخيرة، وذلك بحسب مصادر سياسية متابعة، رأت أن الجولة الجديدة من المشاورات الحكومية التي يعد لها الرئيس المكلف سعد الحريري، استكمالاً للمفاوضات التي أجراها في باريس مع رئيس "التيار الوطني الحر" الوزير جبران باسيل ورئيس حزب "القوات اللبنانية" سمير جعجع، تجري على ايقاعات متشنجة، فيما اتهمت "القوات اللبنانية" أطرافاً لم تسمها بمعاودة محاولة تحجيمها، في إشارة إلى ما يجري حول إعادة توزيع الحقائب الوزارية، في حين ذهبت مصادر "اللقاء التشاوري للنواب السنة المستقلين" إلى حدّ التأكيد بأن "الحكومة ليست قريبة، طالما ان أحداً لم يتحدث معنا".
وما يعزز هذه الأجواء دعوة الرئيس نبيه بري هيئة مكتب المجلس إلى الاجتماع ظهر غد الأربعاء، في خطوة وصفت بأنها لا توحي بأن الحسم الحكومي قريب، وانه لن يبقى متفرجاً إزاء التخبط الحاصل في مشاورات التأليف، عبر التمهيد لجلسة تشريعية قريبة للمجلس، استناداً إلى نظرية "تشريع الضرورة".
حيال كل ذلك، ثمة سؤال: من يستهدف الإعتدال السني؟ ولصالح من؟