تابعنا عبر |
|
|
الثائر تقدم لكم تقنية الاستماع الى مقالاتها علّم أي مقطع واستمع إليه
#الثائر
ثمانية أشهر بالتمام والكمال انصرمت ولا حكومة حتى الآن، لا بل أكثر من ذلك، فحتى اللحظة لا جديد يبددُ بعضا من هواجس، باستثناء عودة المشاورات بعد أن تعطلت قسرا لأسباب واعتبارات تداخل فيها المحلي والإقليمي، وما زال البعض يبالغ في التأكيد أن لا تدخلات خارجية، وقد يكون ذلك صحيحا في حدود معينة، لكن ما هو واضح يشي بأن عدم استشعار الخطر وإبقاء الساحة الداخلية عرضة لفراغ حكومي، بدأ يستدعي تدخلات مباشرة من قوى إقليمية ودولية، ووصل بنا الأمر كمن يلقي أثقاله إلى الخارج.
على الرغم من كل ذلك، لا نزال نهدر الوقت، فبين الرابع والعشرين من أيار (مايو) والرابع والعشرين من كانون الثاني (يناير) ثمانية أشهر ولبنان لا يزال يراوح بين التفاؤل والتشاؤم، وكأن على اللبنانيين أن يتخصصوا في قياس منسوب التفاؤل والتشاؤم، ودراسة مزاج مسؤول أو آخر، وإتقان فن "الفراسة" ليستقرئوا قسمات وملامح من يفترض بهم أنهم مؤتمنون على مصيرهم، حاضرهم والمستقبل، ليعرفوا ماذا تخبىء لهم الأيام، وكأن على اللبناني أن يكون محكوما بالانتظار إلى أمد غير منظور.
ليس ثمة من أن يعلم كيف سيتجاوز لبنان أزماته، ولعل أخطرها ما هو متعلق بالواقع الاقتصادي والمالي، وسط الحديث عن عدم قدرة الدولة على دفع الأجور والسندات وغيرها، وقد أولى رئيس الجمهورية العماد ميشال عون هذا الشأن اهتماما تمثل في عقد اجتماع في قصر بعبدا، ضم وزير المال في حكومة تصريف الاعمال علي حسن خليل ورئيس لجنة المال والموازنة النيابية أمين سر تكتل "لبنان القوي" النائب ابراهيم كنعان والمدير العام لرئاسة الجمهورية الدكتور انطوان شقير.
وعلى الرغم من أن الاجتماع جاء مشجعا، لكن دون أن الوصول إلى مناخ إيجابي مُطمْئِنْ على المدى الطويل، خصوصا وأن الخروج من دائرة المخاطر المالية يبدأ بتشكيل الحكومة وبسرعة، لا سيما وأن الفراغ تحت مسمى "تصريف أعمال" لم يعد يحتمل أي تأجيل ومماطلة، وهذا الحد الأدنى المطلوب راهنا، بما يريح رئيس الجمهورية الذي يتحمل تبعات المستجد اقتصاديا وسط مخاطر لا يمكن ملاقاتها بعيدا من أجواء سياسية تريح البلد، وينطلق معها العمل من أجل معالجة الكثير من الملفات والأزمات.
ثمانية أشهر ولا جديد حتى الآن، وإذا ما طالت الأزمة الحكومية أكثر، وبلغت "التسعة" دون ولادة، فمن يضمن ألا يعبر الناس عن غضبهم في الشارع؟ وعندها سيكون ثمة كلام كبير، فساعة يضطر الناس إلى "بق البحصة" فسيمع المسؤولون عبارات لا يرضي ومن العيار الثقيل!