تابعنا عبر |
|
|
الثائر تقدم لكم تقنية الاستماع الى مقالاتها علّم أي مقطع واستمع إليه
#الثائر
من الآن حتى نهاية الأسبوع المقبل ستتضح أمور كثيرة، ولن تعود ثمة أقنعة تتلطى وتتخفى خلفها مواقف ظلت متوارية لنحو ثمانية أشهر، فإما حكومة وإما انكشاف كل الأوراق ليصبع اللعب دون سُتُرٍ تحجب المخبوء من مواقف، وإذا ما جاءت التوقعات خلاف ما يتوقعه رئيس الجمهورية العماد ميشال عون ورئيس مجلس النواب نبيه بري لجهة إمكانية تشكيل الحكومة في خلال أسبوع، فسيدخل لبنان مرحلة مظلمة، وسيلج نفقا لا بقعة ضوء في نهايته، مع ما يعني ذلك من استدراج لبنان إلى أزمات لن يكون بقادر على تحمل نتائجها وكوارثها أيضا من السياسة إلى الاقتصاد، وربما الأمن أيضا.
بعد أسبوع أو أكثر بقليل، سنعلم ما إذا كان ثمة أمر عمليات بسحب التكليف من الرئيس سعد الحريري، والتلويح بأزمة حكومية لن يكون الشارع في منأى عنها، لفرض تكليف جديد سيكون مقدمة لفتن وقلاقل، حتى ولو تمت تسمية النائب فيصل كرامي بما يمثل من حيثية سنية تقليدية لتشكيل الحكومة، فالأمر ستصبح أكثر تعقيدا، ذلك أن هذا التكليف لا يخضع لمنطق التوازنات القائمة، ويعني ضمنا الإمعان في ضرب الاعتدال السني لصالح الأصوليات المتشددة، دون أن ننسى أن تخطي أطر التوافق في حدوده الدنيا دون مخاطر وكوارث فيما لو "ركب البعض رأسه".
إذا ما أخذنا في الاعتبار المؤتمر الصحافي للنائب جميل السيد أمس الأول، والذي دعا فيه إلى "ثورة" نيابية لسحب التكليف من الرئيس الحريري، وكلام النائب عبد الرحيم مراد أمس حين أكد أن لا مجال إلا أن يتمثل أحد نواب السنة من "اللقاء التشاوري"، فذلك مؤشر على مرحلة جديدة من التصعيد ووضع العراقيل، ولا بد حيال ذلك من تسمية الأمور بأسمائها، فما يطرح في الكواليس الآن، يأتي ترجمة لتوجه سوري رافض أي دور للرئيس الحريري في هذه المرحلة.
وهذا يعني أن العامل الخارجي سيدخل على خط المواجهة علنا، فالتمني السوري سيقابله تمسك سعودي بالرئيس الحريري، وسنصل إلى أزمة لن ينفع معها إلا اتخاذ موقف حاسم من الرئيس العماد ميشال عون ، وهذا متوقع في ما لو فشلت مساعي الحريري الأخيرة، مع استعادة التعطيل كمهمة يومية والعودة إلى تبني نقاط الخلاف السابقة.
ومن هنا، فإن ثمة مرحلة يسودها الترقب والانتظار، إما أن تبصر الحكومة في النور في غضون أسبوع من الآن، وإما الفشل، والفشل هذه المرة يعني أن سوريا، وعبر بعض حلفائها، عادت لتستعيد دورا يعزز حضورها في لبنان، ومثل هذا الدور ستكون له تبعات، أقلها تخريب البيت الداخلي اللبناني، فهل تتمكن سوريا من تطويق الحريري؟