تابعنا عبر |
|
|
الثائر تقدم لكم تقنية الاستماع الى مقالاتها علّم أي مقطع واستمع إليه
#الثائر
- * " فادي غانم "
ليسمح لنا المروجون لفشل القمة الاقتصادية التنموية العربية في بيروت قبل أن تلتئم بأيام عدة، أن نقول كلمتين واضحتين لا لبس فيهما: "نجحت القمة" بغض النظر عمن حضر وشارك، وأكد لبنان أنه رغم الصعاب والعراقيل المصطنعة قادر على الوقوف بثبات واستجماع قوته ليكون في قلب الوطن العربي من المحيط إلى الخليج، وأي قراءة للقمة تتنكر لهذه الحقيقة تجافي الواقع وتنأى عن المنطق، ولبنان أقوى من أن تهزمه الشدائد ويضعف في لحظة ضياع.
القمة انعقدت في بيروت غاب من غاب وحضر من حضر، وكان لبنان المنظم والحاضن، وكان المشاركون داعمين للبنان ليس بالمواقف فحسب، وإنما بترجمتها لاحقا بخطوات عملية، فضلا عن أن القمة أكدت أيضا عودة الدول العربية إلى لبنان، وهذا إنجاز سعى كثيرون إلى تطويقه وإفشاله من خاصرة الصراعات العربية – العربية، ولم يفلحوا.
نعم، نجحت القمة، وبدا ذلك جليا في محاولات التقليل من أهميتها من خلال بعض البيانات والتصريحات الهامسة، نجحت القمة بمبادرة رئيس الجمهورية العماد ميشال عون، وعنوانها إطلاق مصرف عربي لإعادة الإعمار في بعض دول المنطقة، وقد تأكد خلال القمة أن هذه المبادرة لن تظل في دائرة التمني، وسط استعداد لترجمتها في الأشهر القليلة المقبلة عبر تبني آليات تنفيذية لتضع سائر الدول العربية أمام مسؤولياتها تجاه الدول المتضررة من الحروب والكوارث التي ألمت بها، ولبنان من بينها، إذ دفع أثمانا باهظة جراء هذه الحروب التي أصابته بشظاياها وطاولت استقراره وأمنه واقتصاده.
ولأن لبنان من أطلق هذه المبادرة، وسط الحديث عن إعادة الإعمار، فسيكون في موقع متقدم وسيلعب دورا رائدا في المرحلة المقبلة على هذا الصعيد، بالرغم من التباينات حيال السبل الآيلة لتكريس جو سياسي يستحضر الاستقرار بديلا من الفوضى والانقسام، خصوصا وأن بعض الانقسامات لا يمكن أن تكون إلا ظرفية، طالت أمدا أو قصرت.
نجحت القمة، نجحت في كل ما سبقها ورافقها ديبلوماسيا وسياسيا، ونجحت أيضا عبر صياغة بيان خاص يتعلق بأزمة النازحين السوريين ، وجاء منسجما مع مصلحة لبنان، فضلا عن أن القمة باتت محصنة بـ "إعلان بيروت" الذي ستتبناه قمة تونس بعد شهرين من الآن.
تبقى ثمة إشارة إلى أنه رغم محاولات التعمية وتشويه صورة لبنان في العالم العربي من قبل البعض محليا وخارجيا، استطاعت الدولة أن تنظم قمة عربية ناجحة إعدادا وتنظيما، وهذا ما يتطلب إجراءات أقلها إعادة فتح ملف تشكيل الحكومة، وهذه المهمة ستتصدر المشهد السياسي في الأيام القليلة المقبلة، وثمة كلام واضح سيقوله قريبا الرئيس عون عندما يضع سائر القوى المعطلة أمام مسؤولياتها، فالوقت يضيق ولبنان لا بد وأن ينهض من عثراته.
*الحاكم السابق لجمعية أندية الليونز الدولية – المنطقة 351 (لبنان، الأردن، العراق وفلسطين)
*رئيس "جمعية غدي"