تابعنا عبر |
|
|
الثائر تقدم لكم تقنية الاستماع الى مقالاتها علّم أي مقطع واستمع إليه
#الثائر
تنعقد القمة الاقتصادية التنموية العربية اليوم بكل ما رافقها من عثرات والتباسات أظهرتا أن لبنان لم يستفد إلى الآن من تجارب الماضي، ونظريا صارت القمة وراءنا، والمطلوب مطلع الأسبوع المقبل أن يراجع المسؤولون اللبنانيون أنفسهم، ولو في قراءة نقدية سريعة علهم يتعظون ويقدمون مصلحة لبنان على كل ما عداها من تفاصيل وصغائر ومصالح، والمهم أن يستخلصوا بعضا من عبر ودروس ويبنوا على الشيء مقتضاه، انطلاقا من المثل العربي القديم "ما هكذا تورد الإبل".
وإذا ما تولينا عن المسؤولين مثل هذه القراءة نستخلص أمرا واحدا، وهو أن كل الدولة العربية نظرت إلى القمة بعين مصالحها السياسية إلا لبنان البلد المضيف، ويمكن استعراض هذا الأمر على النحو الآتي:
1-دول الخليج أكدت أنه طالما لبنان غير قادر على وقف اندفاعة بعض القوى السياسية التي تصنفها وتضعها في موقع المتآمر والحليف لإسرائيل فلن تحضر بتمثيل رفيع لتقدم هدية بالمجان للبنان، وهذه رسالة تقول أيضا بأن لا استثمارات ولا مساعدات ولا دعما فيما ترى أن هناك من يناصبها العداء، والمقصود هنا "حزب الله" وحركة "أمل".
2-موريتانيا والصومال شاركتا من موقع أنهما بعيدتان في الجغرافيا والسياسة عن مشاكل المنطقة، وليستا جزءا من صراع المحاور.
3-سوريا أوصلت رسالة عبر حلفائها بأن لا قمة ناجحة وهي مستبعدة عن الحاضنة العربية، وبدليل التمثيل الباهت وغياب الرؤساء والأمراء والملوك وحضورهم عبر ممثلين.
4-موقف قطر في الساعات الأخيرة يفسره البعض على أنه دعم للبنان، وهذا صحيح، ولكن في حدود مصالحها أيضا، فهي وجهت رسالة عبر مشاركة أميرها الشيخ تميم بن حمد آل ثاني إلى السعودية خصوصا بأنها قادرة على فك عزلتها ومواجهة الحصار المفروض عليها.
وحده لبنان سار في اتجاه آخر، ولم يراعِ مصالحه بأن يكون منفتحا على سائر الدول العربية، وبذلك أضاع فرصة تثمير القمة على نطاق أكبر مما هو متوقع منها اليوم، علما أنه البلد المضيف والمعني أكثر بموضوع الدعم فيما يواجه اقتصاده أزمات تشتد حتى كاد تصريح مسؤول أن يهوي بالبورصة لو لم يتدخل رئيس الجمهورية ويتدارك الأسوأ.
هذه بعض ملاحظات سريعة، فهل يستخلص المسؤولون الدروس والعبر؟