تابعنا عبر |
|
|
الثائر تقدم لكم تقنية الاستماع الى مقالاتها علّم أي مقطع واستمع إليه
#الثائر
– محرر الشؤون الاقتصادية
بعد القمة لن تكون الأمور كما كانت قبلها، ولن يُعالجَ المستعصي منها بجرعة مسكنات ومهدئات ومضاد كآبة، فيما تواجه الدولة استحقاقا وجوديا لا مجرد اختلافات وتباينات في وجهات النظر، ومن يرفع سقوف المواجهة مستخدما التعطيل سلاحا ليقوض استقرارا وأمنا وأمانا لا بد وأن يواجَهَ بمنطق الدولة كي لا تأخذنا الدويلات إلى ما يؤسس لحروب جديدة، فالأمر جلل والسكوت جريمة، أما ترك الأمور على غاربها فيعني أننا ماضون طوعا إلى الهواية.
لم نعش من قبل ظروفا مشابهة لهذا الواقع المتردي، تجاهل للدستور وقفز فوق القوانين المفترض أن تكون ناظمة لأداء الدولة، فضلا عن تداخل على مستوى أداء السلطات الرئاسات الثلاث، وهنا أيضا هناك من يحاول تكريس معادلات جديدة تخدم مصالحه، ولا يتوانى عن تبني أعراف جديدة لهدم جسور التواصل بين اللبنانيين وتقويض بنيان الدولة، وإذا ما استمرت الأوضاع على ما نحن عليه اليوم، فلن يمضي وقت طويل حتى يتصدع البنيان ويتهاوى على رؤوس الجميع.
حيال كل ذلك، لم يكن من قبيل الصدفة أن يرفع الكاردينال مار بشارة بطرس الراعي السامي الاحترام الصوت قبل أيام قليلة، طارحا أسئلة وهواجس حول "إعادة التأسيس" بمعنى البحث عن بديل لـ "الطائف" تزامنا مع التسويق لـ "المثالثة"، ما يعني ضمنا ضرب الصيغة التي قام على أساسها لبنان، أي المناصفة ما بين المسيحيين والمسلمين، ومثل هذا الطرح سيجلب الخراب للبنان، وهذا ما استشعره غبطة أبينا الكاردينال، وقد تلقف رئيس الجمهورية العماد ميشال عون كرة النار، وثمة كلام آخر سنسمعه في القريب العاجل.
ولم تخف مصادر سياسية مطلعة مشاعر الغضب التي يكظمها الرئيس عون إلى حين انتهاء القمة الاقتصادية التنموية، وأكدت لـ "الثائر" أن "رئيس الجمهورية سيضع الجميع أمام مسؤولياتهم"، منوهة إلى أن "معالجة العثرات المستمرة ومن بين تجلياتها عدم تشكيل الحكومة وما آلت إليه التطورات الأخيرة على خلفية التحضير للقمة العربية، ستكون عنوان المرحلة المقبلة".
وفيما نحن مهزومون دون مظلة تحمي ومواقف تصون وحدتنا الداخلية، نتأكد أكثر من ذي قبل أن الكيل طفح وبلغ السيل الزبى، هذا هو حالنا اليوم، وهنا مكن الداء وبات يستوجب جراحة ذكية لنضمن أن لبنان باق، وقادر على جبه التحديات!