تابعنا عبر |
|
|
الثائر تقدم لكم تقنية الاستماع الى مقالاتها علّم أي مقطع واستمع إليه
#الثائر
كل "حركة بركة" إلا في لبنان، ومن يعوِّل على القمة الاقتصادية التنموية لانتشالنا من حفرة الإحباط، كمن يعول على الفوز بلعبة "لوتو" ولم يشترِ بطاقة ويحدد أرقاما، ولعل الإيجابية الوحيدة للقمة هو انعقادها في بيروت، والتأكيد على أن لبنان موجود على الخارطة، ولا نقول كلاما على عواهنه، فالاقتصاد ليتطور وينمو ويزدهر لا بد له من أرضية سياسية صلبة ومرنة في آن، توفر له مناخا من الاستقرار، وفي حالتنا اللبنانية لا تجدي كل مؤتمرات الأرض فيما نحن عاجزون عن تشكيل حكومة.
ثمة إيجابيات بالتأكيد للقمة، لكن دون المأمول منها، على قاعدة أن اللبنانين غير المستعدين لمساعدة أنفسهم، يستحيل أن يساعدهم الآخرون، ومثال الحكومة المؤجلة يبقي لبنان دون سقف من التوافق الداخلي، وهنا، نشير إلى أن لبنان ليس بحاجة لاستضافة قمة وهو مشرذم بقدر حاجته إلى الأمان وبث أجواء مطمئنة في محيطه العربي، بمعنى أن هذه القمة كان يفترض أن تكون تتويجا لتوافق داخلي، لا أن تعقد فيما لبنان محكوم بالتناكف وبخلافات تعطل أو تؤخر انطلاقة الدولة.
وما جاء فاضحا وصادما بدا جليا في كل ما رافق التحضيرات لهذه القمة وما يزال من مواقف خصوصا حيال تداعيات المشاركة الليبية وغياب سوريا، وكان آخرها التغريدات الساخرة التي أطلقها أمس رئيس "الحزب التقدمي الاشتراكي" وليد جنبلاط عن دعوة الملك "لويس الرابع عشر" إليها، وأيضا في كلام رئيس حكومة تصريف الأعمال سعد الحريري في افتتاح المنتدى الاقتصادي للقطاع الخاص، حيث أعرب عن اسفه الشديد لغياب الوفد الليبي عن هذا الاجتماع مؤكداً على ان العلاقة بين الأشقاء لا بدّ ان تعلو فوق أي اساءات". إذ سارع الرئيس نبيه بري للرد عليه، امام نواب الأربعاء، قائلاً: "الاسف كل الأسف ليس لغياب الوفد الليبي، بل لغياب الوفد اللبناني عن الإساءة الام منذ أكثر من أربعة عقود إلى لبنان كل لبنان". في إشارة إلى اتهام الحكومات اللبنانية المتعاقبة بالتقصير حيال قضية إخفاء الامام موسى الصدر في ليبيا.
كنا نتمنى أن نواكب التحضير للقمة برؤى وبرامج واضحة، وأن نبعث برسالة إلى المؤتمرين بأن لبنان قادر على استعادة استقراره الداخلي ليكون جاذبا لاستثمارات جديدة، وليكون حصينا بوحدته، ولعل السخرية التي يعبر عنها الناس في تغريداتهم وعلى مواقع التواصل الاجتماعي تجيب عن كثير من أسئلة لا من يجيب عنها، حتى ليبدو الأمر وكأن حضور الوفود العربية المتوقع يوم السبت هو بغرض السياحة!