تابعنا عبر |
|
|
الثائر تقدم لكم تقنية الاستماع الى مقالاتها علّم أي مقطع واستمع إليه
#الثائر
- *" فادي غانم "
عثرة وزير المالية علي حسن خليل مرت بسلام وبحد أدنى من الخسائر والأضرار، وبدا أمس أن اجتماع بعبدا الذي دعا إليه رئيس الجمهورية العماد ميشال عون انسحبت مفاعيله في غير مكان، خصوصا لجهة طمأنة الأسواق وإشاعة أجواء بددت مخاوف سادت عقب تصريح الوزير خليل، وما عزز الاستقرار النقدي أيضا، ما أشارت إليه وكالة "رويترز" العالمية من أن سندات لبنان ارتفعت بعد استبعاد وزير المالية إعادة هيكلة الدين.
لا يمكن تحميل تبعات ما حصل إلى مسؤول بعينه، لكن ما شهدناه يؤكد أن الواقع الاقتصادي يزداد هشاشة مع استمرار العثرات السياسية وتمظهرها في غير مكان، بدءا من ملف الحكومة المتعثرة وصولا إلى ما شهدناه من تصعيد رافق التحضيرات للقمة الاقتصادية التي يستضيفها لبنان يوم السبت المقبل، على خلفية قضية الإمام المغيب موسى الصدر، وهي تمس وجدان كل اللبنانيين، إلا أن المواقف المنفعلة في ظروف دقيقة وصعبة يمر بها لبنان كان من الممكن تجنبها بموقف وطني واحد وجامع.
يبقى المهم أن نتعظ من الدروس والعبر في مقاربة أزماتنا، وما عزز الثقة بالدولة واقتصادها المفترض أن يتعافى ويتطور، موقف رئيس الجمهورية، وقدرته على تدارك الأخطر برؤية هادئة، وهذا مثال على أن لبنان قادر على النهوض وسلوك طريق الاستقرار فيما لو تضافرت جهود جميع مسؤوليه ووظفت في الموقع الصحيح، بالالتفاف أولا حول رئيس البلاد، وتاليا العمل بانسجام وتكامل بين سائر مواقع الدولة، حكومة ومجلسا نيابيا ومؤسسات، من هنا نسأل لماذا ترمى الأثقال في وجه الرئيس عون؟ وهذا سؤال لا بد من طرحه، ذلك فانهيار البناء لن ينجو منه أحد، والكل خاسرون ولو ربحوا مواقف لن يجدوا إمكانية لصرفها فيما لو انهار الاقتصاد.
وفي هذا السياق، جاءت مواقف رئيس الجمهورية لتطمئن الجميع من أن الودائع ستدفع كاملة، وكذلك الامر بالنسبة الى السندات مع فوائدها، وذلك في الآجال المحددة. مصوبا على الموضوع الملح من أن علينا ان نساعد أنفسنا باتخاذ تدابير اصلاحية ومالية من شأنها ان تحمل الخير، على الرغم من كل ما يثار من كلام معاكس.
هكذا نتحضر لاستضافة القمة الاقتصادية العربية نهاية الأسبوع، وهكذا نساعد أنفسنا، ونوفر حدا أدنى من استقرار سياسي واقتصادي ومالي، يؤمن مناخا لبلورة رؤى وتطلعات لمواجهة أزماتنا، أخذا في الاعتبار أن انعقاد القمة في لبنان يمثل فرصة حقيقية لتعزيز الثقة بالاقتصاد وبلبنان وحضوره ومكانته العربية والدولية.
*الحاكم السابق لجمعية أندية الليونز الدولية – المنطقة 351 (لبنان، الأردن، العراق وفلسطين)
*رئيس "جمعية غدي"