تابعنا عبر |
|
|
الثائر تقدم لكم تقنية الاستماع الى مقالاتها علّم أي مقطع واستمع إليه
#الثائر
- * " فادي غانم "
حتى الآن لا نزال نتطلع إلى تخطي عقبات وعراقيل كثيرة، تبدو وكأنها قائمة كسدٍ منيع أمام طموحاتنا وتطلعاتنا كلبنانيين، ولا نزال ننتظر على رجاء أن يصبحَ لبنانُ في منأى عن أخطار رابضة على تخوم أحلامنا البعيدة، لكننا سنواصل الحلم، فدونه تصبح أيامنا ثقيلة، ودونه يعترينا الخوف من حاضر ملبّدٍ بغيم التساؤل والهواجس، ومستقبل لا يعترف لنا بما يخبىء من أحداث وتطورات، ومن يملك القدرة على الحلم يتسلح بالقوة والعزم، وبالإصرار على الوقوف والتطلع إلى شعاعٍ من أمل لا بد وأن يجذب معه في قادم الأيام شمسا من فرح وجمال وراحة وفضاوة بال.
وإذا كانت راهنية الأحداث تستحضر معها القلق، إلا أن ما نعيشه ليس قدرا، ولن يكون، ولذلك نرنو على الدوام إلى غد نتحرر فيه ومعه من قيود فرضتها مصالح وتقاسمات غير منفصلة عن بنية الدولة، وما ترسَّخَ معها عبر سنوات طويلة من ممارسات هي بعض نتاج سنوات الحرب، وهي أيضا بعض تجليات زمن الوصاية، وما استحضر معه من مفاهيم لا ترقى إلى مفهوم الدولة السيادية، فاستنسخت قوى هامشية تابعة، لا بد وأن يتراجع حضورها حتى الذوبان.
وفي غمرة الأحداث المتسارعة، ندرك حجم التركة الثقيلة في عهد رئيس الجمهورية العماد ميشال عون ، وكيف أن ما تجذر حلال أربعين سنة وأكثر لا يمكن اجتثاثه في أيام وأشهر قليلة وبدون ألم، وهذا ما نعيشه اليوم، ومن هنا نواجه بالأمل ظروفنا الصعبة، دأبنا أن نظل واقفين في وجه عاتي الرياح والأنواء، وما يعترضنا اليوم من عثرات لن تكون إلا ظرفية، فلا شيء ثابتا في سيرورة الحياة، ونوقن أن ما يمر به لبنان وسط أزمات المنطقة هو محطة لما بعدها، أي ساعة تتبلور الكثير من الأمور وترسو عند شاطئ الاستقرار، إن لم يكن غدا فبعده.
وفيما يستمر السجال السياسي ويسود التوتر، جاء الاجتماع الطارئ برئاسة الرئيس عون في قصر بعبدا، وبيان ختامي لطمأنة المعنيين، فإعادة هيكلة الدين العام غير مطروحة على الاطلاق، والدولة ملتزمة تاريخيا وحاضرا ومستقبلا بالمحافظة على حقوق المودعين والمصارف وحاملي مختلف سندات الدين السيادية، ولذلك يظل المطلوب القليل من الصبر والكثير من الأمل، وسنواصل الحلم إلى أن نصحو على وطن غداة يوم لن يكون ببعيد.
*الحاكم السابق لجمعية أندية الليونز الدولية – المنطقة 351 (لبنان، الأردن، العراق وفلسطين)
*رئيس "جمعية غدي"