تابعنا عبر |
|
|
الثائر تقدم لكم تقنية الاستماع الى مقالاتها علّم أي مقطع واستمع إليه
#الثائر
الحكومة لم تتشكل في وقت كنا نتوقع أن تنطلق عجلة التأليف على نار حامية مطلع هذا العام، فإذا بها أصبحت، وبقدرة قادر، خارج التداول، القمة العربية الاقتصادية مستهدفة بنوايا حسنة وأخرى ضبابية، وستنعقد في موعدها دون أوهام من أن يستفيد لبنان منها بأكثر من تشجيع سياحة المؤتمرات مع الوفود العربية القادمة إلى بيروت في 19 الجاري، أزمة الدين العام تتفاقم، فيما أعلن تقرير "بلومبيرغ" نقلا عن الخبير الاقتصادي بشؤون الشرق الأوسط في مصرف "غولدمان ساكس" فاروق سوسة، إن المجموعة المصرفية لا ترجّح إعادة هيكلة الدين قريباً، واصفا لبنان بـ "أحد أكثر بلدان العالم مديونية"، بحيث يصبح الحديث عن أزمة مالية، حاملا هواجس حقيقية، رغم ما يسوقه المسؤولون من تطمينات في هذا المجال.
وعلى الصعيد الداخلي، وفيما كنا نتوقع التهدئة سبيلا وحيدا لحل سيل الأزمات المتدفق على لبنان، عاد التراشق الداخلي وتبادل الاتهامات بين نواب "حركة أمل" من جهة، وبين الوزير سليم جريصاتي ونواب "التيار الوطني الحر" من جهة ثانية، وجاء كلام الوزير جبران باسيل معبرا عن حالة امتعاض من حملة رئيس مجلس النواب نبيه بري المتعارضة مع تمنيات رئيس الجمهورية العماد ميشال عون لجهة توفير ظروف مؤاتية لانعقاد القمة العربية الاقتصادية في بيروت، ورد باسيل غامزا من قناة الرئيس بري بأن علاقتنا مع سوريا هي لمصلحة لبنان بكل مكوناته، فلا يمكن أن تكون العلاقات مع سوريا موضع مزايدة داخلية يستخدمها طرف ما يريد أن يحسن علاقته الخاصة بسوريا، فيزايد على حساب لبنان".
في مثل هذه الأجواء يلاقي لبنان تحديات المرحلة، تفكك وانقسامات، وعودة التشاحن والتنابذ، يضاف إليها عدم قدرة على صوغ تصور جامع حيال الكثير من الاستحقاقات، وحكومة تصريف الأعمال مستمرة إلى أن نخسر المزيد من الفرص، ومصير مؤتمر "سيدر" على المحك، وفوضى خدماتية وغياب الحد الأدنى من الاستقرار السياسي والاقتصادي، حتى أن أحدا ما عاد يتحدث إلا عن مخاطر داهمة.
وإذا لم نتوحد حيال ما نواجه اليوم من تحديات، فكيف سنواجه تهديدات إسرائيل؟ وكيف سنخوض معركة دبلوماسية لتفنيد أكاذيبها ومزاعمها؟ وكيف سنُراكِمُ رأيا عاما دوليا لصالح لبنان؟ وغير ذلك من أسئلة كثيرة لا يمكن أن تكون موضع خلاف بين اللبنانيين، وهذا أقل الإيمان في دولة لم ترتقِ بعد إلى مستوى ما يتهددها من أخطار داخلية وخارجية!