تابعنا عبر |
|
|
الثائر تقدم لكم تقنية الاستماع الى مقالاتها علّم أي مقطع واستمع إليه
#الثائر
يبدو أننا سننتقل من الحديث عن تأليف الحكومة إلى الصرف والنحو وتعلم أصول القواعد العربية، إعرابا واشتقاقات وجذورا لمفردات وأفعالا ناقصة وكاملة ومؤجلة، وضمير غائب ومغيب وجمع مذكر غير سالم، بين جملٍ إسمية لم نجد فيها جملةً فعلية واحدة، خصوصا وأننا منذ قرابة الثمانية أشهر لم نرَ أفعالا، فقط شعارات وبيانات، تتخللها من آن لآخر "تغريدات" مخللة، ولا ما يرفع فعلا مضارعا ونرتفع معه إلى حدود تشكيل حكومة، حتى ليبدو أننا محكومون بفضائح وحروف جر، أفضت إلى أكثر من مجرور طفع مع السيدة الفاضلة "نورما" عاصفة فعلت فعلها ومضت.
من تابع وقائع التكليف ومفاوضات التأليف يجد نفسه اليوم "متل الأطرش بالزفة"، وما عاد يعلم كيف تُدار الأمور في بلد العجائب، ولا عاد يعلم إن كان ثمة ثلث معطلاً عَطّل، أم أن لقاءً تشاوريا عرقل، أم ثمة أفعال ناقصة (من نقيصة) ارتكبها بعض المسؤولين دون مواربة، لـ "حاجة في نفس يعقوب"، ولا من يتعلم أو يستعبر ويتوب، الكل يرفع السقف ناطحا سماء متوهمة، والمواطن مهموم ومحموم في عز الصقيع وبرد المواقف وجليد التعنت والاستهتار واللامبالاة.
بالأمس بدت أوضاعنا قمة في السخرية، وكانت اللغة العربية حاضرة بدلالاتها العميقة والبعيدة، وعبر عنها بسخرية موجعة رئيس مجلس النواب نبيه بري ، حين اعتبر أن موضوع تشكيل الحكومة كان في خبر كان وأصبح اليوم فعل ماضي ناقص لا سيما ان الاقتراحات التي جرى التداول بها مؤخرا ممنوعة من الصرف ولم يكن لها نصيب من النجاح.
وإذا كانت مواقف الرئيس بري واضحة لا تحتمل تأويلا واجتهادا من أننا نعيش مأزقا أكبر من أن يعالج بـ "تبويس اللحى"، وبات يتطلب تدخلا جراحيا كي لا نجد لبنان في أية لحظة في غرفة عناية مركزة من دوار وسقوط، فلا يعود العلاج ممكنا وتحل الكارثة لنواجه "كوما" تتطلب صدمات وعلاجات مكلفة.
ما يثير الريبة والخوف، أنه حيال ما نواجه من أزمات واستحضار اللغة للتعبير عن أفعالنا الناقصة، منذ تسمية الرئيس سعد الحريري لم نسمع جملة مفيدة واحدة، جملة يمكن ترجمتها إلى أفعال حقيقية.
وسط كل ذلك، لا يسعنا إلا أن نتوجه إلى السيدة الفاضلة "ترايسي"، العاصفة المتوقع أن تضرب لبنان الأسبوع المقبل أن تأخذ في طريقها كل من يعرقل تشكيل الحكومة ، فيرتاح المواطن ويطمئِنُّ لبنان!