تابعنا عبر |
|
|
الثائر تقدم لكم تقنية الاستماع الى مقالاتها علّم أي مقطع واستمع إليه
#الثائر
– محرر الشؤون السياسية
أن يعلن رئيس مجلس النواب نبيه بري أن الحكومة "أصبحت في خبر كان"، فذلك يعني أن أحد أكثر العارفين بخفايا الأمور في دولة المفاجآت اللامعقولة، يضع الجميع أمام مسؤولياتهم، ليتقوا الأسوأ ويتجنبوا الأخطر، خصوصا وأن "مرصد عين التينة" يلتقط إشارات بعيدة ويحلل بعمق تلك القريبة المموهة و"الملغومة"، والمطلوب من سائر القوى السياسية تفعيل راداراتها أيضا، على الأقل من باب اتفاق الجميع على أن الحكومة صارت في خبر كان، علهم يتجنبون انهيارا أبعد من الحكومة ويبقون لبنان في منأى من عواصف وأعاصير المنطقة.
وإذا كانت الحكومة في "خبر كان"، فهذا يعني، باعتراف بعض أهل السلطة أن التسوية السياسية التي استهلكت قرابة ثمانية أشهر سقطت وتهاوت، تماما كما جدران الدعم على طرقات لبنان، وفي الحالتين الفضيحة واحدة والكارثة كذلك، ولكن بتجليات مختلفة، مع فارق بسيط، فجدران الدعم على الطرقات اللبنانية و"بحيراتها" الناشئة مع العاصفة "نورما" يمكن إعادة بنائها بعد شهرين على أبعد تقدير، أي ما إن يطل الربيع ويعلن حضوره طقسا دافئا وتفتح بواكير مواسم الزرع وانتشار عبق الطيوب وتنزه الفراشات والنحل بحثا عن رحيق وغذاء، فيما انهيار جهود دعم ولادة الحكومة لا يمكن بناؤها بسرعة، وهي ليست حجارة ترصف، وإنما إرادات صلبة ونوايا طيبة غائبة، فضلا عن أن لا تباشير لربيع سياسي قريب!
ولا نزال منذ نحو ثمانية أشهر نحن المواطنين في "خبر كان" أيضا، نتطلع إلى حكومة المستقبل لنستشعر بعضا من أمل لنعود إلى حاضِرَةِ الحياة من نافذة حكومة تعمل وتجتهد لترد عنا أزمات اشتدت واستطالت، لكن نفاجأ اليوم بوقائع جمود سياسي، يشي بأن التطورات سبقت "الحكومة العتيدة" أو الموعودة، ما يطرح بعض الأسئلة الجدية، حول المخارج الممكنة، أو العودة إلى التجاذب الشديد على أبواب القمة الاقتصادية التنموية العربية التي ستعقد في بيروت يومي 19 و20 من الشهر الجاري.
وما يزيد المواقف غموضا أن "تكتل لبنان القوي" أشار بالأمس إلى أن مبادرة رئيس الجمهورية العماد ميشال عون مستمرة وان الأفكار التي طرحها الوزير جبران باسيل لا تزال قيد التداول، فيما جاء تصريح الرئيس بري بعد لقاء رئيس مجلس النواب غينيا بيساو بأن "الحكومة بعدها في خبر كان"، ليقلب الأمور رأسا على عقِب، وسط الحديث عن أن الرئيس عون قد يلجأ، في حال استمرار الجمود القائم إلى خطوة قد تغيّر في مضمون المعادلة الحالية، بالتزامن مع تبدل المعطيات المحيطة بالوضع الإقليمي.