تابعنا عبر |
|
|
الثائر تقدم لكم تقنية الاستماع الى مقالاتها علّم أي مقطع واستمع إليه
#الثائر
يمكن لكاتب أن يستلهم وقائع تشكيل الحكومة لينجز سيناريو مسلسل تلفزيوني طويل، فيكون كمن أسدى للدراما اللبنانية خدمة ترفعها إلى العالمية، خصوصا وأن الثمانية أشهر الماضية حفلت بـ Suspense غير عادي، باستثناء غياب الغراميات لعدم توفر عنصر نسائي، وهذا ما يمكن إضافته إلى البنية الدرامية، والأمر متروك لمخيلة الكاتب، فكل العناصر الفنية متوفرة، ويمكن إضافة بعض المواقف الساخرة، وهذه لا تحتاج كبير عناء، فما على المؤلف إلا أن ينقل الوقائع كما هي بين أصحاب الألقاب "المبهبطة" دائما، ولا سيما تلك المستمدة من زمن غابر وعاثر، يوم كان اللقب يُشترى ويُباع في أسواق الدول المتسلطة على لبنان.
ثمانية أشهر ولا بشائر تنذر بولادة قريبة لحكومة لا يمكن توصيفها بغير "كعكة المحاصصة"، حتى بدت وقائع التأليف مهزلة يتابعها العالم، يقهقه حينا، وتأخذه الشفقة علينا أحيانا كثيرة، نحن البسطاء المغلوب على أمرنا، لا نملك إلا السخرية لنسقِطَ وجعَنا، ونتحرر من أدران الخيبة يوم صدقنا أننا نعيش في وطن قادر على مواكبة العصر والسير بخطى ثابتة نحو الألفية الثالثة، فإذا بنا قبائل وجماعات نقلد الغرب وفضاؤنا فارغ إلا من هُوياتنا الملتبسة والضائعة.
كمراقبين ومتابعين لمسلسل التأليف الممل، لم يعد في مقدورنا متابعة وقائع هذا المسلسل الطويل بغير السخرية، وقد أصبحنا "مسخرة العالم"، وثمة من ينظر إلى لبنان بعين الريبة، ويرى فيه بلدا عصيا على الفهم، خصوصا وأن ثمة تقارير دولية تؤكد أن مآل لبنان الانهيار من خاصرة اقتصاده المأزوم، أما حكامه فغير قادرين على تشكيل حكومة يفترض أنها حكومة "وحدة وطنية"، فيما مثل هذا الشعار - وإن بدا أجوفا مثل طبل مثقوب - تخطته الأحداث والتطورات ما بعد حفلة الانتخابات النيابية وقد أنتجت ما يؤسس لفوضى وإفلاس، والمطلوب الآن حكومة إنقاذ وطوارئ لا يوكل أمرها للسياسيين.
نعم، لا نملك إلا أن نسخر ونشهر إفلاسنا من السياسة إلى الاقتصاد، وما بينهما من فساد راسخ يبدو إلى الآن لا أمل في تخطيه، لا سيما مع ما شهدنا ونشهد في مسلسل التأليف على إيقاع رتيب، من تسويف وانتظار، مسلسل عنوانه "مهزلة"، إلى حد أننا ما عدنا نملك إلا الصراخ في وجه من ائتمنوا على مصيرنا، ولنقول أيضا... "تخنتوها"!!