تابعنا عبر |
|
|
الثائر تقدم لكم تقنية الاستماع الى مقالاتها علّم أي مقطع واستمع إليه
#الثائر
المراوحة سيدة المواقف، وتأليف الحكومة في مهب التناكف واللعب "تحت الطاولة" وفوقها، أما البلاد فلها الله والمؤمنون، والناس المغلوب على أمرهم لا يملكون غير الصلاة، وقد يوقدون النذور إن تعثر الحال أكثر، أو يضيئون شمعوع التمنيات طلبا للنجاة من أزماتهم، وهم يكابدون مشقات الحياة، ويحكمهم الخوف على حاضر ومستقبل، بدلا من أن يكونوا في منأى عن تبعات أفضى إليه المشهد الحكومي، وما يرافق التأليف من مواقف مستفزة، لا ترى غير مصالح طاغية على حساب وجعهم المكتوم وخيباتهم المتوالية.
فإلى الآن لا خرق في جدار الأزمة، وأزمة التأليف تؤكد أن "الضوء الأخضر لم يأت بعد"، بحسب رئيس "الحزب التقدمي الاشتراكي" النائب السابق وليد جنبلاط ، فيما رئيس الجمهورية العماد ميشال عون كان واضحا حين أكد أن "خلافات في الخيارات السياسية لا تزال تُعرقل تشكيل الحكومة الجديدة"، ونعلم أن لدى الرئيس الكثير لا يمكن يُقال رأفة باللبنانيين وبأعصابهم، ومن هنا آثر عدم تحديد طبيعة الخيارات السياسية والتي ما يزال الخلاف حولها يُعرقل تشكيل الحكومة .
وكان رئيس "التيار الوطني الحر" الوزير جبران باسيل أكثر صراحة حين وصف الوضع القائم بـ "مناطحة سياسية"، ولا نزال نسمع توصيفا لحالة الضياع لا عهد لنا بها من قبل، وكل المواقف تبدو مواربة، وكأن ثمة شيئا عصي على التحليل، فتكثر الاحتمالات بعضها يصيب وأكثرها يخطىء، خصوصا وأنه على الرغم من تحرك الوزير باسيل في الملف الحكومي فإن ما شيء عملي حتى الآن، والأمور تخطت عقدة النواب السنة في "اللقاء التشاوري"، وثمة من يرى أن ما اقترحه باسيل لجهة توسيع الحكومة يصب في سياق الحل وتجاوز ما يحكى عن أزمة الثلث المعطل.
لكن ما يستحضر المخاوف يبدو متمثلا في أن طرح حكومة من 32 وزيراً يكون لفريق رئيس الجمهورية فيها 12 وزيراً، قد يكون مجلبة لمشكلات بدلا من أن يكون حلا لمشكلة، فمن يضمن عدم صدور أصوات مطالبة بالتوزير، فضلا عن أن مثل هذه الحكومة "المرحرحة" ستضم وزراء دولة عاطلين عن العمل، ما يؤكد أنه لا بديل عن التوافق، كي لا يتحول تأليف الحكومة إلى ما يشبه المزاد، وكأن نسمع صوتا ينادي: على أونا، على على دوي على تري 32 وزيرا... مين بزيد؟!