تابعنا عبر |
|
|
الثائر تقدم لكم تقنية الاستماع الى مقالاتها علّم أي مقطع واستمع إليه
#الثائر
حتى طموحات اللبنانيين طائفية، الماروني يحلم برئاسة الجمهورية، الشيعي برئاسة المجلس، السني برئاسة الحكومة، الأرثوذوكسي نائبا لرئيس مجلس النواب، الدرزي رئيس أركان، وهكذا دواليك وصولا إلى مراكز الفئة الأولى والكثير من الوظائف، حتى في المدرسة الحربية ثمة "كوتا" طائفية، وهذا موضوع غير منفصل عن التسوية الميثاقية في العام 1943 والتي تم تجديدها بـ "إصدار محدث" في اتفاق الطائف في العام 1989.
وبالاستناد إلى مثل هذه الطموحات، لا نستغرب أن يندفع النائب فيصل كرامي في أن يكون "دولة الرئيس"، وهذا حق مشروع و"ما في حدا أحسن من حدا"، ومن هنا لا يمكن قراءة مواقف كرامي بعيدا من الحلم بكرسي الرئاسة الثالثة، ويبدو أنه مستعجل ويرى في تعثر ولادة حكومة الرئيس المكلف سعد الحريري سانحة، مترافقة مع ظروف تجعل من هذا الحلم واردا، خصوصا وأن قوى 8 آذار باتت تمثل حيثية تمثيلية أكبر، دون إغفال انتصار محور الممانعة.
من هنا، يمكن أن نفهم اندفاعة كرامي في وصفه لكل ما يجري حول تشكيل الحكومة بأنه "طبخة بحص"، إن لم يمر عبر اللقاء التشاوري المعني الاول بالعقدة الوحيدة المتبقية لتشكيل هذه الحكومة ، وبوصفه رئيسا لـ "تيار الكرامة" وعضو اللقاء التشاوري، ويستند إلى إرث زعامة تقليدية تمتد من الجد (عبدالحميد كرامي) إلى العم (رشيد كرامي) وصولا إلى الوالد (عمر كرامي)، وجميعهم تولى منذ عهد الاستقلال موقع رئاسة الحكومة، ومع هذا الإرث يملك كرامي الحفيد حظوظا أكبر من أي شخصية سنية معارضة.
ومن هنا، تحول كرامي من الدفاع إلى الهجوم، حين قال "اليوم نسمع من المعنيين بالمبادرة ان هناك خمسة طروحات لحل العقدة ما يعني سقوط المبادرة الاولى ومعها يسقط تنازلنا، وبالتالي فأنا اعيد المسألة الى المربع الاول وهي المطالبة بحق التمثل بوزير من النواب الستة مع حقيبة، هذا هو كل ما يعنينا".
في قراءة لموقف كرامي هذا، يبدو واضحا أن الطموحات (المشروعة) بدأت تكبر أكثر من أي وقت مضى، ولا يستبعد أن يكون قد تلقى جرعة دعم من بعض حلفائه، تحسبا لاعتذار الحريري وإن كان مثل هذا الأمر غير وارد حاليا، وهذا يعني أن الوضع الحكومي لم يعد إلى المربع الأول، وما هو قائم ما زال متمثلا بعقدة تمثل النواب السنة الستة المعارضين، لكن يبدو أن كرامي هو من عاد إلى المربع الأول، لعل وعسى!