تابعنا عبر |
|
|
الثائر تقدم لكم تقنية الاستماع الى مقالاتها علّم أي مقطع واستمع إليه
#الثائر
من يتابع وقائع أزمة تشكيل الحكومة لحظة بلحظة، لا يعود بحاجة لدراسة وتحليل ما خلصت إليه الأمور في الفترة الأخيرة، وليتأكد أيضا أنه في منطقة متوارية خلف كواليس مظلمة أبعد من حدود لبنان، ثمة أكثر من لاعب إقليمي ودولي دخل ومنذ مدة طويلة على خط التأليف، أي بعد أقل من شهرين على انطلاق الرئيس المكلف سعد الحريري في مشاوراته، ولا سيما عندما بدت الأمور أكثر تعقيدا وبرزت معها إشكاليات دستورية حول الصلاحيات وتداخل السلطات.
في الشهرين الأولين كان يمكن تخطي عقبة التأليف دون وسطاء خارجيين، وهنا جاء السجال بين "التيار الوطني الحر" و"القوات اللبنانية" من جهة، وأزمة تسمية الوزراء الدروز من جهة ثانية، ليتركا هامشا زمنيا سمح لبعض الجهات الإقليمية والدولية أن تتدخل من موقع "الحرص" على لبنان، وسبق أن حذر موقعنا "الثائر" في تلك الفترة من أن التعطيل سيكون بمثابة ثغرة يلج منها لاعبون في المنطقة إلى الساحة الداخلية، وهنا، لا نحمل "القوات" و"التيار" و"الحزب التقدمي الاشتراكي" تبعات ما نحن عليه اليوم، لكن في مكان ما، كان يفترض التنبه إلى أن المنطقة تعيش تطورات لا يمكن أن يكون في لبنان في منأى عنها.
وما هو قائم اليوم يؤكد أن خيوط الأزمة تمسك بها بعض الأطراف التي ترى في لبنان ورقة تفاوض، لتحسين شروطها في التسوية الإقليمية، وبالرغم من أن لبنان ليس في واجهة الأحداث في خارطة المنطقة، إلا أنه ليس في منأى عنها، ومن هنا، لا يمكن اعتبار التعطيل على صلة بعقدة تمثيل النواب السنة الستة المعارضين من قوى 8 آذار، فهذا تفصيل يمكن معالجته في ساعات قليلة، ولا يمكن أن تكون الحكومة متعثرة عند هذه العقدة لو لم تكن هناك تشابكات في المنطقة صار لبنان جزءا منها.
وفي هذا السياق، أشار رئيس "الحزب التقدمي الاشتراكي" النائب وليد جنبلاط في تغريدة له على "تويتر" إلى أنه "يبدو ان ابواب تشكيل الوزارة مقفلة أو أن الضوء الاخضر لم يأت بعد"، واعتبر في التغريدة عينها "انه مجرد تحليل ولا أملك معلومات"، وهنا بالتحديد ثمة "قطبة مخفية" تؤكد أن حكومة لبنان المقبلة لن تبصر النور قريبا.