تابعنا عبر |
|
|
الثائر تقدم لكم تقنية الاستماع الى مقالاتها علّم أي مقطع واستمع إليه
#الثائر
تصب التحليلات السياسية المتعلقة بتشكيل حكومة ابتلعت حتى الآن سبعة أشهر بالتمام والكمال في بحر المعايدات بحلول العام 2019 وعيد الميلاد المجيد، وهو بحر خداع ومراوغ، داخله مفقود وخارجه مولود، فكم بالحري بحر السياسة اللبنانية وعواصفه وهي تتشكل بموقف وردة فعل، وهو "بحر" خاضع لتقلبات لا يستنبئها "رادار" ولا أي جهاز لاقط (أنتين)، لكن أن تكون الأجواء إيجابية، ولو من باب المعايدة تظل أفضل من أن تكون محكومة على الدوام من باب المناكدة والتشاؤم والتحضير لـ "عواصف" مقبلة.
في هذا المجال، ثمة موجة تفاؤل جديدة، عبرت عنها بعض قيادات " حزب الله " أثناء زيارة غبطة الكاردينال ما بشارة بطرس الراعي في بكركي، حيث طمأن الحزب باسم عضو المجلس السياسي محمود قماطي إلى أن هذه هدية الأعياد "ما زالت قائمة وهي لن تتأخر"، وهذا تمن لا بد وأن يكون مستندا إلى معطيات، خصوصا وأن "حزب الله" لا يسوق تمنياته جزافا، لا سيما في حضرة أبينا الكاردينال الراعي، وقد لمحت مصادر متابعة لـ "الثائر" إلى أن "الأجواء كانت إيجابية وكان ثمة توافق على ضرورة حل العقد المتبقية وإعلان تشكيل الحكومة في أقرب وقت".
بالتوازي، جاءت زيارة معايدة قام بها الرئيس المكلف سعد الحريري لبعبدا، تخللها نقاش مفصّل بمسألة تشكيل الحكومة ، ثم تلتها أمس زيارة للوزير جبران باسيل لـ "بيت الوسط" للقاء الحريري، فضلاً عن إجراء باسيل اتصالاً بالرئيس نبيه بري لمعايدته بحلول رأس السنة، وهو الاتصال الذي لم يخلُ من البحث بالشأن الحكومي. كذلك، عقد وزير الخارجية لقاءً طويلاً، بعيداً عن الإعلام، بمسؤول رفيع المستوى في "حزب الله".
وفي هذا السياق، ما تزال المشكلة القائمة متمثلة في تموضع الوزير الممثل للنواب الستة السنة المعارضين، ومن المتوقع أن يستكمل الوزير باسيل العمل والاتصالات اللازمة مع سائر الجهات المعنية، وبحسب ما تناقلته مراجع سياسية مطلعة، فإن باسيل قدّم خمسة مقترحات للحريري، من بينها رفع عدد الوزراء إلى 32 وإلى 36 وزيراً، وهو ما يرفضه الحريري مطلقاً.
ومن جهة ثانية رأت هذه المراجع أن الوزير باسيل عاد إلى طرح اسم جواد عدره، واعداً بالتداول بشأنه مع "حزب الله"، على أن يكون منتمياً إلى اللقاء التشاوري وإلى تكتل لبنان القوي معاً، غير أن مصادر في "التيار الوطني الحر" لم تنف ولم تؤكد هذا الطرح.
في المحصلة، يبقى بحر التوقعات هادئا، وكل التمني ألا يكون اللبنانيون موعودين بعواصف جديدة!