تابعنا عبر |
|
|
الثائر تقدم لكم تقنية الاستماع الى مقالاتها علّم أي مقطع واستمع إليه
#الثائر
في موضوع تشكيل الحكومة وكل ما هو متصل بها من "عنق الزجاجة" إلى "النفق المسدود" و"المربع الأول" وصولا إلى "الربع الساعة الأخير"، ثمة من بدأ يتحدث عن أن خيط الأمل لم ينقطع، في وقت لم يعد هناك خيط أساسا، ولا نعلم إلى ماذا استند "المتأملون" بينما الأمل طار إلى العام 2019، في بداية "موفقة" للطبقة السياسية على إدارة الأزمة بدلا من حلها.
بالرغم من ميوعة المواقف واستمرار الحال على ما هو عليه، لن يكون العام المقبل كسابقه، فاللعب على أعصاب اللبنانيين لن يظل إلى أبد الآبدين دون سقوف بعد أن استطالت وتعمقت المشاكل، وإذا ما نظرنا إلى روزنامة التحركات الشعبية في النصف الأول من كانون الثاني (يناير) المقبل، يبدو واضحا أن الشارع "سيقول" كلمته في وجه من أوصل البلاد إلى هذا الدرك من الفوضى والاستهتار، ولن يُترك لأهل السياسة أن ينعموا بترف الإنتظار إلى ما شاء الله.
وما لا يدركه السياسيون إلى الآن، أنه في حمأة الصراع على مكاسب طائفية، بدأ الواقع الاقتصادي الضاغط يوحد ما بين اللبنانيين بعيدا من طوائفهم، وفي ذلك تأكيد على أن الصراع سينحو في اتجاه آخر، أي الشارع برغم المحاذير في ظل واقع لبنان المترهل من كافة النواحي.
فهل تشكل الحكومة على إيقاع حركة الشارع؟ وهل سنكون أمام منعطف خطير قد يأخذ البلاد إلى مزيد من الفوضى؟ وكيف ستواجه السلطة الاستحقاقات الاقتصادية والاجتماعية؟
لقد اقترع الناس في الانتخابات الأخيرة لمن رأوا أنه خير من يمثلهم، غير أن مسار الأمور والتطورات نجم عنه إحباط كبير وسقوط مدوٍّ، وطوَّق أحلامهم وخابت توقعاتهم، والتعبير عن السخط في الشارع والساحات هو نوع من استفتاء أكثر تعبيرا من استحقاق انتخابي مدجَّن بقانون "ملغوم" يبقي الناخبين في حدود طوائفهم ونوازعهم بعيدا من مفاهيم وطنية جامعة، وانتماء صاف لوطن حام للتنوع، خلافا لما هو الوضع عليه اليوم، إذ ترى كل طائفة أنها مستهدفة من طائفة أخرى.
أضاعت السلطة السياسية فرصة أن تعيد للبلد بعضا من استقرار وحدا أدنى من أمن وأمان، ورغم ذلك، ما تزال هناك سانحة لاستدراك السقوط، وإلا سيكون لبنان محكوما بفوضى وأزمات!