تابعنا عبر |
|
|
الثائر تقدم لكم تقنية الاستماع الى مقالاتها علّم أي مقطع واستمع إليه
#الثائر
أكثر ما يثير الأعصاب في هذه الأيام ما يتشدق به أيتام الوصاية السورية، وربّ سائل يسأل، من هم هؤلاء الأيتام؟ وهنا نقول لا حاجة للتذكير بهم، فهم معروفون للقاصي والداني، عاشوا على فتات الموائد ويتناطحون إلى الغَرْفِ من مجرفة وصاية جديدة متوهمة، وكأن من اعتاد على استجداء وزارة ومنصب وخدمة على "خط عسكري" لا يمكن أن "يغير عادتو لأن بتقل سعادتو"، كارثة أن نصل إلى مستوى تقديم مصلحة الآخرين على مصلحة لبنان.
لا نقول بخطاب شوفيني متزمت، ومن يطالب بالعداء لأي دولة صديقة وجارة، هو في مكان ما مثل أولئك الذين يهللون لوصاية، وهنا الأمر سيان، فلا الانبطاح يجوز ولا العداء مطلوب، وأي نزعة تعصبية تجاه أي بلد عربي مرفوضة، على قاعدة أن لبنان بلغ سن الرشد السياسي، وما عاد يتطلع إلى أي وصاية خارجية، وفي موضوع مقاومة إسرائيل، فاللبنانيون من صنع النصر، هم من استشهد وواجه وسطر ملاحم بطولية، لا ننسى فضل من سهل وصول السلاح، لكن دماءنا التي أريقت على مذبح التضحية عن كل العرب.
إنه زمن اللئام، في كل دول العالم نجد روحا وطنية تتقدم على ما عداها من علاقات ملتوية وتماهٍ مع دول مجاورة، ولم نسمع يوما أن مسؤولا هتف باسم رئيس دولة غير دولته، ولم يحترم خصوصية بلده المفترض أنه مستقل وذو سيادة، وفي كل دول العالم تكون العلاقات في حدود كبيرة متكافئة، بمعنى الانتماء إلى فضاء وطن غير تابع، والكل ينشدون حسن الجوار لا أخوّة ملتبسة، ويتطلعون إلى علاقات ندِّية وفق ميزان المصالح المتبادلة.
لا يمكن أن يكون لبنان في موقع العداء لسوريا والعكس صحيح أيضا، لكن نفاجأ من آن لآخر بأيتام الوصاية يدلون بدلو الحب الممجوج لسوريا (تبييض الوج)، إلى درجة أنهم باتوا مادة للتندر من قبل السوريين أنفسهم، وهؤلاء لا حاجة لسوريا بهم، هم عبء عليها.
الماضي غير اليوم، وإلى الآن لم يدرك هؤلاء أن الممر إلى سوريا لا يكون إلا عبر "حزب الله" ولا وصاية على الحزب، هناك حلف لا علاقات تزلف وانبطاح، وهناك خارطة سياسية في المنطقة، و" حزب الله " جزء أساس منها، ولم نسمع يوما من قيادات ومسؤولي الحزب ما يسيء إلى لبنان، على غرار مواقف التهليل التي تثير فينا الريبة، من قلة قليلة تظن أن زمن الوصاية سيعود ولا تني تتذلل وتستجدي، مستبقة وصاية لن تأتي.