تابعنا عبر |
|
|
الثائر تقدم لكم تقنية الاستماع الى مقالاتها علّم أي مقطع واستمع إليه
#الثائر
إلى متى كل هذا الاستخفاف بعقول اللبنانيين؟ ومن يرمي نردَ المقامرة بمصير البلد؟ وإلى أين يأخذنا الانتظار؟ وهل ثمة يد خفية تريد للبنان أن يظل مكشوفا أمام استهدافات واستحقاقات داهمة من بوابة اقتصاده شبه المتهاوي؟
تتسابق الأسئلة وسط هواجس عادت لتطفو إلى السطح، كأن نكون أمام مرحلة "تعطيلية" جديدة، الأمر الذي يعزز ما سبق وأشرنا إليه من أن هناك في مكان ما، من لا يريد حكومة، ويستغل أقل ثغرة ليدفع الأمور إلى التأزيم كلما لاحت في الأفق بوادر حلحلة وانفراج، وهنا، جميع القوى مدعوة للتصدي إلى محاولات التعطيل، ومحاصرة من يندفعون بعيدا في الاستئثار، ولكن بمرونة لا تستدعي التنافر ولا تستجلب المزيد من العرقلة والتأزيم.
ويبدو أننا عدنا إلى خلط أوراق قد يعيدنا إلى مسار المماحكات التي شغلت لبنان سبعة أشهر، وفي هذه الحالة لن تبصر الحكومة في أواخر هذا العام، وقد نكون أمام أزمة مفتوحة لا سقف لها، وعندها يخسر لبنان الكثير من رصيده المتبقي لمواجهة استحقاقاته الاقتصادية، ولا يعود في مقدوره الاستفادة من مقررات مؤتمر "سيدر" الذي اشترط مساعدة لبنان شرط أن يبادر إلى إجراء إصلاحات فضلا عن الإسراع في تشكيل الحكومة.
وترى مصادر مطلعة أن ثمة مسؤولية يتحمل تبعاتها "التيار الوطني الحر"، خصوصا لجهة سحب جواد عدرا إلى تكتله الوزاري، فيما ترى مصادر أخرى أنه تم الاتفاق مسبقا على أن يكون ممثل "اللقاء التشاوري" حصة رئيس الجمهورية العماد ميشال عون ، وهنا لا يخفى رفض الرئيس نبيه بري لهذا الطرح، وأثار امتعاض " حزب الله " الذي لم يقبل ضمنا أن يستعيد الرئيس عون وتياره السياسي الثلث المعطل في الحكومة.
كل ذلك يعني أن مبادرة المدير العام للأمن العام اللواء عباس ابراهيم بشقها السياسي أصبحت لاغية، بعد أن سقط اسم جواد عدرا وزيرا ممثلا لـ "اللقاء التشاوري"، ما يفتح الباب أمام احتمال عقد اجتماع في أي لحظة بين "اللقاء التشاوري" و" حزب الله " للبحث في الخطوة المقبلة.
ميلاد السيد المسيح يسبق ميلاد الحكومة، ومن نعم الله أن ولادة الحكومة لم تتزامن مع هذه المناسبة المباركة!