تابعنا عبر |
|
|
الثائر تقدم لكم تقنية الاستماع الى مقالاتها علّم أي مقطع واستمع إليه
#الثائر
– أنور عقل ضو
بعد غد السبت، ووفقا لآخر المعطيات، سيكون موعد أخذ الصورة التذكارية لأعضاء الحكومة العتيدة، على أمل أن تترك أثرا إيجابيا على مجمل أوضاعنا السياسية والاقتصادية والاجتماعية الضاغطة، وإلا ستوضع في متحف ثانوي إلى جانب سابقاتها ليُنفَضَ عنها الغبار من آنٍ لآخر، كأي أثر تارخي لا يستأهل أكثر من صورة التقطت في زمان ومكان ما، وهذا ما لا نتمناه، فبالنظر إلى آلية تشكيلها والوقت الضائع تنافسا على المواقع لا المشاريع والتصورات والبرامج، لا نعلق آمالا كبيرة على حكومة ستكون مجتمعة تحت سقف التناقضات التي واكبت تشكيلها.
صحيح أن ظل حكومة أفضل من فراغ، لكن فليعذرنا أُولي الأمر، لا تساورنا أوهام من أن حكومة المحاصصة تحت مسمى "وحدة وطنية" ستكون معبرة عن طموحاتنا، وبغض النظر عن سعي رئيس الجمهورية إلى ترسيخ بنيان الدولة إلا أن التصدع ليس من السهل مواجهته، فإرث الفساد كبير وجذوره ضاربة في أركان النظام السياسي الطوائفي، وأقصى ما نتوقعه لن يغدو أكثر من ترقيع المرقع.
حِرصُنا على تشكيل الحكومة تأتى من الخوف على دولة غير قادرة على الاستمرار إلا بالصدفة، والصدف قاتلة أحيانا، أو بكلمة سر تصدر من مكان ما، بلعبة حظ، وروليت روسية تقامر بمصير وطن، حِرصنا على دولة عاجزة عن ممارسة ديموقراطية شوهاء، نجهر بذلك لا انتقاصا من العهد وإنما خوفا عليه، خوفا من أن تبتلعه التناقضات وتشابك المصالح وأجندات الخارج وأهواء الداخل، وتمويه الاستئثار والاستفراد بشعارات جذابة حاضرة على الدوام غب الطلب.
أما وقد تشكلت الحكومة، فبات من حقنا الآن كمواطنين أن نسأل من يعوضنا سبعة أشهر من أعمارنا انسربت هدرا مثل نبع في جوف صحراء قاحلة؟ من يحاسب من؟ من يعوض خسائر طاولت قطاعنا الاقتصادي؟ من يعوض هروب استثمارات بملايين الدولارات بسبب أن الكل ركب رأسه فتعطل البلد؟ وهل يمكن أن نثق بأن الأمور اصطلحت لمجرد التقاط صورة تذكارية ساذجة؟ وهل نثق أيضا أن البلد سيتمكن من النهوض بحكومة على مقاس رغبات أشخاص وزعامات؟
هنيئا لكم حكومتكم، أما حكومتنا فمؤجلة، والتقطوا ما شئتم من الصور، ابتسموا لآلات التصوير، أما نحن فلا نجد العزاء والمؤاساة، لأننا ندرك أنها لن تكون حكومة الناس البسطاء الفقراء وذوي الدخل المحدود، حكومتنا لم تولد بعد، والطريق طويل إلى حتى نتمكن من أن نشكل حكومة على مقاس لبنان ووسع أحلام اللبنانيين، ومن يعِشْ يرَ!