تابعنا عبر |
|
|
الثائر تقدم لكم تقنية الاستماع الى مقالاتها علّم أي مقطع واستمع إليه
#الثائر
– محرر الشؤون الاقتصادية
في مؤشر إقتصادي خطير، وفيما لبنان ما يزال أسير المراوحة بانتظار تشكيل الحكومة للشهر السابع على التوالي، جاء تحذير وكالة "موديز" العالمية للتصنيفات الائتمانية صادما ومربكا لجميع المعنيين بالأزمة القائمة، فقد أعلنت الوكالة أمس (في خطوة متوقعة) عن تعديلها النظرة المستقبلية لتصنيف لبنان من "مستقرة إلى سلبية"، محذرة في الوقت عينه من ازدياد المخاطر على السيولة الحكومية وعلى الاستقرار المالي بشكل عام، ما يعني أن التحديات باتت أكثر خطورة وتتطلب قدرا أكبر من المسؤولية، وهذا ما يتطلب ملاقاة الهواجس الاقتصادية بتخطي العراقيل في موضوع تأليف الحكومة.
وهنا، تجدر الإشارة إلى أن المشكلة بأبعادها السياسية والاقتصادية تتخطى تشكيل الحكومة في حد ذاتها، فهي أبعد وأعمق، كونها تؤكد أن لبنان عاجز عن إدارة شؤونه، والسؤال الذي يطرح من قبل المؤسسات الدولية والجهات المدينة وغيرها: إذا كان لبنان غير قادر على تشكيل حكومة طيلة سبعة أشهر، فكيف سيكون بمقدوره الوفاء بالتزاماته وإدارة دينه العام؟ وتاليا، كيف يمكن أن يتطور اقتصاده وتتحسن ماليته بينما لا مؤشرات إيجابية لصالح تفعيل وجذب الاستثمارات وتحريك عجلة الاقتصاد والحد من مفاعيل الركود والبطالة؟
في المحصلة، بدأ لبنان يخسر استثمارات كان يمكن أن توظف في لبنان لو أن ثمة ظروفا مؤاتية لجهة توفر الحد الأدنى من استقرار سياسي، كما أن ثمة استثمارات سيخسرها لاحقا في ظل استحكام أزماته الداخلية، وهنا مكمن الخوف والقلق، وهذا ما لم تلحظه "موديز" وحدها فحسب، بل حذر منه خبراء اقتصاد لبنانيون، ورفعوا الصوت لمواجهة تبعات المراوحة السياسية.
كما أن تقرير "موديز" ترافق مع ما أشار إليه وزير المال في حكومة تصريف الأعمال علي حسن خليل ، في "تغريدة" شدد فيها على أن التقرير يفرض على الجميع الانتباه إلى المضمون الصحيح الذي يؤكد على أهمية تشكيل الحكومة والبدء بالإصلاحات لإعادة الثقة وتخفيف معدل المخاطر والعجز، معتبرا أنه إذا كان هذا الأمر ممكنا الآن فربما سنخسر فرصته بعد أشهر إذا ما بقيت النظرة السلبية نفسها.
ولم يكن البطريرك الماروني الكاردينال مار بشارة بطرس الراعي بعيدا عن هواجس البلد الاقتصادية، فتساءل من بعبدا ماذا سيحل بالشعب وبالدولة والمؤسسات والاقتصاد المنهار والاخطار المالية؟
كل ذلك يؤكد أن لبنان ما يزال في مهب العاصفة، وتحذير "موديز" يأتي ليحذر، فهل يلقى صدى وتشكل الحكومة قبل الأعياد؟!