تابعنا عبر |
|
|
الثائر تقدم لكم تقنية الاستماع الى مقالاتها علّم أي مقطع واستمع إليه
#الثائر
أخطر بكثير من لعنة الفساد من يدافع عن مُفسدٍ فاسد، ويسوِّق جهرا للخطأ، وبذرائع لاغية واهية، ومن يُشرِّعُ موتَ الناس بحجة حماية القطاع الصناعي، ولا يكلف نفسه عناء السؤال عن صحة الناس وأحوالهم، عن الأمراض التي تفتك بأهلنا وناسنا وأطفالنا، عن الذين ماتوا بأمراض خطيرة، وعن ارتفاع نسبِ الإصابة بالأمراض السرطانية، وفقا لإحصائيات رسمية، ولا عن الإنتاج الزراعي، وكيف يصل إلى موائدنا حاملا ملوثات خطيرة، ولا عن سرقة مياهنا، وحفر الآبار عشوائيا وري المزروعات بالصرف الصحي، والتعدي على الأملاك العامة.
ولا يزايدَنَّ أحدٌ على أحد بحرص "ملغوم" ومسموم عن قطاع الصناعة، كلنا نريد أن يزدهر ويتطور هذا القطاع بأكثر مما يريد المدافعون عنه زورا وبهتانا، نريد قطاعا صناعيا يتسع لفرص عمل تستهدف اللبنانيين لا العمالة الرخيصة الوافدة من دول آسيا والجوار، كفى كذبا وافتراء وادعاء عِفَّةٌ تغتصب كل يوم على ضفتي النهر الأهم في لبنان، شريان حياة محافظتين ومناطق تمتد من أقاصي بعلبك إلى ساحل قضاء صور.
ثمة من لا يخجلون، من حماية من لوثوا نهر الليطاني، وكأنهم لم يشاهدوا صورا فاضحة لمصانع تضخ مياه صرفها الصحي والصناعي إلى النهر مباشرة دون معالجة، فأي وقاحة هذه؟ وأي خبل وجنون؟ وهل مسموح أن نموتَ وألا تُمسَّ منشآت صناعية هي سبب هذا الموت الزؤام؟
معركة حماية الليطاني بدأت اليوم، وسنكون أمام خيارين لا ثالث لهما، إما المضي قدما في إجراءات الحماية لنستبشر خيرا بأننا قادرون على استصال شأفة الفساد من خاصرة الليطاني، وإما استقالة مدير عام "المصلحة الوطنية لنهر الليطاني" الدكتور سامي علوية، والخيار الثاني يبدو حتى الآن مستبعدا، فرئيس الجمهورية العماد ميشال عون لن يدعم الفاسدين، وفي ما شهدنا من إجراءات حتى الآن، وسنشهد لاحقا أكثر منها، يؤكد أن القوى السياسية الوازنة لن تغطي الفاسدين والملوثين.
ما جاء مستفزا أمس ساقه نائب، انتقد في بيان توقيف صاحب أحد المعامل ورئيس إحدى البلديات، متسائلا: عشية الأعياد المجيدة هكذا تحافظون على قطاع الصناعة اللبنانية الصامد في ظل كل هذه الأزمة الخانقة، وتحمون العمال وفرص العمل، وتنقذون الوطن والبيئة من التلوث؟
لسعادة النائب نقول نريد أعيادنا المجيدة نضرة وماء زلالاً، نريدها نظيفة، لا نريدها مرضى نتلقى علاجا كيميائيا، ونقول لكل صوت يرتفع مطالبا "حماية التلوث" أن من المعيب أن نصل إلى هذا المستوى من اللامبالاة، إلى هذا المستوى من الوقاحة!