تابعنا عبر |
|
|
الثائر تقدم لكم تقنية الاستماع الى مقالاتها علّم أي مقطع واستمع إليه
#الثائر
– محرر الشؤون السياسية
الرؤية الثاقبة والهدوء بعيدا من لغة انفعالية، الخطاب السياسي المزود بلاقط يحول الإشارات المحلية والإقليمية إلى لغة مفهومة، الإستشراف كجهد شخصي مستند إلى ثقافة ومتابعة حثيثة للتحولات الكبيرة في المنطقة والعالم، العقل الراجح كمنطلق لتدارك الفتن والقلاقل، جميعها سمات وخصائص لا نجدها إلا بين قلة قليلة من السياسيين اللبنانيين، وأحدهم وليد جنبلاط، لا بل أكثرهم حضورا رغم التواري أحيانا، وأبلغهم حديثا رغم بساطة التعبير وانتقاء المفردات.
أن تكون مع وليد جنبلاط أو ضده، فهذا لا يقدم إضافة لرصيد الرجل ولا يلغي حقيقة أنه أتقن حدود اللعب بين الممكن والمستحيل، نعلم أن الحديث عن الزعيم الجنبلاطي يثير حساسيات لدى كثيرين لاعتبارات وأسباب يتداخل فيها الماضي بالحاضر والخاص بالعام، ولكننا هنا لسنا في مقام المدح ولا الذم، وهذا ليس دورنا كمراقبين ومتابعين، ولا كمنصة إعلامية مستقلة، فيوم يخطىء وليد جنبلاط سنرفع الصوت عاليا بنقد لاذع ومُـــــرّْ، ويوم يصيب سنبني على حائطه، وهذا شأننا مع أي مسؤول في لبنان، بعيدا من لغة خشبية وأحقاد وغرائز وضغائن.
بدا وليد بالأمس في مقابلة على فضائية MTV واقعيا في حدود لامس فيها الجرح ولم ينكأه، لم يهادن ولم يندفع في اتجاه التصعيد فيما البلاد تواجه ما يكفي من أزمات، أبدى الحرص على تسوية حكومية تخرج لبنان من عنق الزجاجة، وأعلن تخليه عن المقعد الدرزي الثالث لصالح التسوية، وطالب من الآخرين التنازل أيضا ولصالح التسوية، لم ينظِّر، بل قارب الموضوعات المشتبكة بمنطق مسؤول، لم يلتفت إلى صغائر الأمور، ولم يبالِ بالصغار والصغائر، واعتبر أن "غالبية الطبقة السياسية مهترئة وآن الأوان للشباب ان يلعبوا دورهم وللمجتمع المدني الذي نجح في الشوف وعاليه ان يتوحد، موضحا أن الدولة اليوم لا تستطيع إحصاء كم موظف لديها ولا نعلم كيف تم توظيف 5000 بل كل وزير "فاتح ع حسابو".
نعم غالبية الطبقة السياسية مهترئة، و" الحزب التقدمي الإشتراكي " ليس استثناء، وأكد أنه في مرحلة معينة لم نتابع التحولات الاجتماعية والسياسية والثقافية على الأرض، لذا نقوم بآلية تجديد في الحزب ونتمنى أن ننجح، وانتقد دون مواربة "لم نر إصلاحا في هذا العهد"، وأكد في الوقت عينه "نحن شركاء في هذا العهد وإذا فشل فنكون فشلنا جميعا ولا اندم على التسوية التي قمنا بها، لأن العماد عون يمثل شريحة كبيرة في جبل لبنان".
في تفاصيل المقابلة، ثمة الكثير أيضا، ما يهم في هذا الوقت العصيب أن تلاقي سائر القوى السياسية الرئيس العماد ميشال عون عند حدود هواجسه، وما قاله جنبلاط لا يحتمل اجتهادا وتأويلا، من أنه إذا فشل العهد نكون فشلنا جميعا!