تابعنا عبر |
|
|
الثائر تقدم لكم تقنية الاستماع الى مقالاتها علّم أي مقطع واستمع إليه
#الثائر
في تطور لافت للإنتباه بدا أن " حزب الله " حريص على إنجاح مبادرة رئيس الجمهورية العماد ميشال عون لتشكيل الحكومة العتيدة، وغالبا ما تأتي مواقف وتفاصيل الصغيرة تساعد المراقب في تجميع بازل المشهد السياسي على خلفية ما يستجد من تطورات، وهي عبارة إشارات تستوجب المراجعة والتدقيق لتحديد رؤى وتصورات، لا سيما وأن لا شيء ثابتا في السياسة براهنية أحداثها المتحركة دائما.
في هذا السياق، جاءت تغريدة النائب اللواء جميل السيد لتضع نقاطا واضحة على حروف الأزمة الحكومية، إذ لفت فيها إلى أن ثمة مبادرة يقودها الرئيس عون لتشكيل الحكومة المبادرة متوازنة، الحريري خطوة للوراء ولا خسارة والنواب السنة خطوة للوراء ولا إلغاء! على الطرفين التجاوب مع الرئيس! حزب الله واضح: مع تسريع الحكومة ومع ما يرتضيه النواب السنة حتى ولو "بوسة لحية"! ولهؤلاء، إذا حبيبك عسل ما تلحسو كلو".
هي ليست تغريدة فحسب، وإنما هي رسالة مفادها أن "حزب الله" لم يتخلَّ عن حلفائه، وكرس حضورهم في المعادلة السياسية، ولكن في حدود، وهنا لا يمكن إلا التوكيد على دعم "حزب الله" لمبادرة الرئيس عون، ففي ميزان المصالح، وما بين تحالف الحزب مع التيار الوطني الحر والنواب السنة الستة، ترجح كفة التحالف مع التيار، ولا يعني ذلك تخلي الحزب عن حلفائه السنة من 8 آذار.
لكن من جهة ثانية، جاء وبسرعة رد من النائب فيصل كرامي، ولا نستغرب ذلك، لأسباب كنا أول من ذكرها، فاندفاعة كرامي في الرد يمكن قراءتها بطموح عبر عنه صراحة في تغريدة بأنه مستعد ليكون رئيس وزراء مكلفا إذا دعا "الواجب" ذلك وتنحى الرئيس سعد الحريري.
وغرد كرامي عبر حسابه على "تويتر" بالقول: "بمودة أقول للواء جميل السيد انه لم يكن موفقا بتوصيف الواقع عبر خطوتين الى الوراء..."، واضاف: "اقول ايضا بمحبة للواء السيد ان "حبيبي العسل" بوفائه تزيد حلاوته، وان "حبيبي العسل" لو لم يكن مقتنعا بحقنا في التمثيل لما دعم موقفنا.
واستغرب "بمودة ان يكون اللواء جميل السيد مطلعا على مبادرة رئيس الجمهورية الذي قال لنا قبل 24 ساعة فقط ان مبادرته لم تتبلور بعد. اعتقد ان هذا التفصيل الدقيق يحتاج الى توضيح من اللواء السيد ومن فخامة الرئيس".
بعيدا من التغريدتين، على النائب كرامي مراجعة مواقفه، لأننا في هذه المرحلة نريد لحس العسل لا لحس المبرد!