تابعنا عبر |
|
|
الثائر تقدم لكم تقنية الاستماع الى مقالاتها علّم أي مقطع واستمع إليه
#الثائر
- المحرر
ما يُستشفُّ من كلام رئيس "كتلة الوفاء للمقاومة" النائب محمد رعد ، بعد لقائه رئيس الجمهورية العماد ميشال عون ، أن لا إمكان لحل يمهد السبيل لولادة الحكومة، فالكلام الملغز يفهم منه أن الأمور على حالها، وأن " حزب الله " يشترط ما لا قدرة لرئيس البلاد على تحمل تبعاته، وبدا الأمر وكأن الرئيس عون بدلا من أن يُملي أُمليَ عليه، وما قاله رعد من أن هناك أفكارا قابلة للدرس وأخرى مستبعدة، يعني دون "عصف أفكار" (التوصيف للنائب رعد) للتأكد أن ما هو "مستبعد" أقرب ما يكون إلى شرط لا رجوع عنه من قبل الحزب، حتى قيام الساعة (التوصيف لحزب الله).
وفي السياسة لا بد من التركيز دائما على ما لا يُقال، وهذا ما يفضي إلى أن الحزب أعاد موقفه المعروف والمشروط بالحوار مع نواب "اللقاء التشاوري"، أي سنة الثامن من آذار، والإستماع إلى آرائهم، وإلى أين تصل المفاوضات معهم، لا سيما وأن الحزب أعلن مرارا وتكرارا أنه يقبل بما يقبلون به، فيما هم لا يتحركون إلا بإملاءاته، وليس من قبيل الصدف أن يوفر لهم "حزب الله" مظلة يريد من خلالها خلق حيثية سياسية سنية معارضة للرئيس المكلف سعد الحريري، على قاعدة ما لنا لنا وما لكم لنا ولكم.
يخطىء "حزب الله" في فرض إملاءاته وخياراته وتصوراته على الرئيس المكلف، وتاليا على رئيس الجمهورية، قاطعا الطريق أمام أي تسوية انطلاقا مما يراه وفق قراءة سياسية تتخطى الساحة المحلية، وهذه معضلة عصية على المواجهة، خصوصا وأن الحزب يريد أن تتشكل الحكومة ليس انطلاقا من خصوصية الساحة اللبنانية وموقعه فيها، وإنما من حضوره في ساحة الصراع في المنطقة، ومن دوره كقوة أساس في محور ما يسمى بالممانعة، وهو جزء من تحالف سوري – إيراني – روسي، وهذا أمر كان يمكن أن يشكل عامل قوة للبنان، غير أنه يبدو الآن مجلبة لأزمات المنطقة وسحب لبنان إلى أتون الصراع بين قوى إقليمية ودولية.
في المقابل، لن تقدم زيارة نواب اللقاء التشاوري لرئيس الجمهورية اليوم، أكثر مما قدمته زيارة "كتلة الوفاء للمقاومة"، وما هو حق لنواب "التشاوري" السنة، بات أشبه بمسمار جحا، خصوصا وأن رئيس الجمهورية سبق ان استقبلهم، وأعلن أنهم مجموعة وليسوا تكتلا، ولا يمكن من الآن معرفة ما ستؤول إليه الأمور، وإن كان من المرجح أن يضطر الرئيس عون إلى التسليم بما ينسجم مع توجهات "حزب الله"، وذلك سيكون مقدمة لقطيعة بينه وبين الحريري، والعودة مرة جديدة إلى دوامة الانتظار... والانتحار!