تابعنا عبر |
|
|
الثائر تقدم لكم تقنية الاستماع الى مقالاتها علّم أي مقطع واستمع إليه
#الثائر
فيما سادت أجواء إيجابية مشاورات رئيس الجمهورية العماد ميشال عون ورئيس مجلس النواب نبيه بري والرئيس المكلف تشكيل الحكومة سعد الحريري ، يوم أمس في بعبدا، وفيما يتطلع اللبنانيون إلى أن يحتفلوا بالأعياد في ظل حكومة جديدة تضفي على أعيادهم فسحة من فرح وأمل، يبدو أن ثمة من لا يريد أن تسلك المشاورات مسارها نحو الخروج من أزمة طالت واستفحلت ولما تزل تضغط على اللبنانيين، مهددة بأخطار كبيرة لا سيما في الجانب الاقتصادي.
ما يثير التساؤل في هذه الساعات العصيبة، ما أشار إليه عضو "كتلة الوفاء للمقاومة" (قبل بروز أزمة وعقدة توزير نواب السنة المعارضين من قوى 8 آذار)، وعضو "اللقاء التشاوري" (حاليا) النائب الوليد سكرية، لجهة أن الرئيس عون يستطيع اخراج البلاد من الازمة والوصول إلى حل في تشكيل الحكومة، داعيا الى "اعتماد وحدة المعيار، فتشكيل الحكومة قائم على أساس المحاصصة الطائفية أي أن كل طائفة عينت وزراءها، وعلى السنة أن يختاروا وزراءهم لا أن يحتكر تمثيلهم تيار المستقبل".
هذا الكلام يظل مقبولا من وجهة نظر فريق الثامن من آذار، لكن ما بدا مستغربا في حديث سكرية رفضه أن "يتمثل اللقاء التشاوري في الحكومة من حصة الرئيس عون، إنما أن يكون له وزير مستقل"، فهل بدأ الالتفاف على مبادرة الرئيس عون قبل أن تتبلور ولو بصيغتها الأولى؟ أو أن ثمة محاولة لإجهاض أي تحرك؟
في ما قاله سكرية يبدو أنه تصويب على الرئيس المكلف، وليس ثمة تفسير آخر، وكأن المطلوب إحراج الحريري أكثر، وهذا ما يتطلب توضيحا من "حزب الله"، لمعرفة ما إذا كان موقف سكرية يعبر صراحة عن توجهات الحزب، أو أن النائب سكرية اجتهد فشطح!
وما يثير التساؤلات أيضا أن هذا الكلام جاء في وقت تشير فيه المعطيات إلى أن الجو الذي ساد في بداية المشاورات كان ايجابياً، وان الرئيس عون كان يحضر منذ فترة لمبادرة تنهي الوضع القائم، هو يأمل ان تثمر عن نتائج إيجابية، وهو أمر مرهون بتجاوب الأفرقاء بها، مع الإشارة هنا إلى ان المشاورات الرئاسية والتي ستشمل المعنيين بالأزمة الرئاسية تهدف أولاً وأخيراً إلى تحمل الجميع مسؤولية، ومحاولة التعاون من أجل الحلحلة المطلوبة، إلا إذا كان لدى البعض رأي آخر!