تابعنا عبر |
|
|
الثائر تقدم لكم تقنية الاستماع الى مقالاتها علّم أي مقطع واستمع إليه
#الثائر
يبدو أن التطورات السياسية اليوم يمكن قراءتها من على الساحة الدرزية، ويبدو أكثر أن المستهدف رئيس " الحزب التقدمي الاشتراكي " وليد جنبلاط بكل هالة حضوره السياسي، فبغض النظر عن الحجم التمثيلي لطائفة الموحدين الدروز، يبقى جنبلاط رقما صعبا في أية معادلة داخلية، والمطلوب في هذه اللحظة، وبعد أحداث بلدة الجاهلية "تحييد" جنبلاط عن ملف الحكومة ومحاصرته بالسياسة أولا، وبالأمن ثانيا، خصوصا وأنه دائما في دائرة الاستهداف، وليس ثمة من يعلم إلى أي مدى يمكن للتطمينات الروسية أن تظل سارية بأن يكون في مأمن من أي اغتيال، وسط كل هذه الفوضى واستحكام اللامنطق في مقاربة الأمور العالقة من خاصرة تشكيل الحكومة إلى سائر القضايا المحلية.
نعم، وليد جنبلاط مستهدف، وما نراه اليوم يرقى إلى "اغتيال سياسي" أولا في الانقلاب على نتائج الانتخابات النيابية الأخيرة، وثمة "أمر عمليات" أطلق من مكان ما، وبدأنا اليوم نشهد مفاعيله مع دعم غير مسبوق للوزير الأسبق وئام وهاب من قبل حلفائه من قوى الثامن من آذار، ومحاولة إيجاد حيثية سياسية لا يمكن أن تنافس جنبلاط بالتأكيد، وإنما في حدود معينة توصل رسائل "ملغومة"، وتربك الزعامة الجنبلاطية.
وفي السياق عينه، ثمة جرعات دعم يبدو أنها غير محدودة تلقاها رئيس "الحزب الديموقراطي اللبناني" النائب طلال أرسلان ، ومن المتوقع أن نشهد مطالبة بتوزيره كأحد الوزراء الثلاثة الدروز، ليس بالاستناد إلى ما صرح به وهاب قبل أيام، وإنما من كل ما استجد في اليومين الماضيين.
مرة جديدة يتأكد أن جنبلاط بموقعه وحضوره يزعج من لا يريد للدولة أن تنطلق وفقا لأطر ديموقراطية حتى في مداها الملتبس، وثمة من يريد الاستئثار بلبنان مرة جديدة، بالأصالة أو بالوكالة، وثمة وصاية خرجت من الباب ونراها اليوم تعود عبر نوافذ حلفائها، تخطط في العتم وتنشر أوهامها، وفي المحصلة لن تفضي إلا لخراب لبنان فيما لو تمكنت من فرض معادلاتها بعيدا من اعتبارات بأن لبنان دولة ذات سيادة واستقلال.
نعم، وليد جنبلاط مستهدف، ومعه الدولة والكيان، ومعه ما بقي من أمنيات بأن نحظى بما يرسخ انتماءنا لوطن، وما يخطط له لـ "قصقصة" أجنحة جنبلاط لا يطاول زعامة المختارة فحسب، وإنما يطاول حاضر لبنان ومستقبله.