| تابعنا عبر |
|
 |
الثائر تقدم لكم تقنية الاستماع الى مقالاتها علّم أي مقطع واستمع إليه
#الثائر
اطلق رئيس" التيار الوطني الحر " وزير الخارجية والمغتربين في حكومة تصريف الاعمال جبران باسيل حملة " التيار ضد الفساد "، لمناسبة "اليوم العالمي لمكافحة الفساد"، في مؤتمر صحافي عقده بعد اجتماع المجلس السياسي لـ"التيار" في مركزية التيار في ميرنا الشالوحي، وقال: "نحن شهريا نعقد اجتماعا للمجلس السياسي
لـ "التيار الوطني الحر" الذي من احدى وظائفه تحديد السياسات العامة للتيار، واليوم تزامن هذا الاجتماع مع "اليوم العالمي لمكافحة الفساد"، وكانت مناسبة لمراجعة ما قمنا به في الماضي وما علينا ان نقوم به مستقبلا في موضوع مكافحة الفساد وقمنا بمراجعة نحدد فيها الخيارات المستقبلية في التيار في هذا الموضوع، ولا اخفي عليكم انها لم تكن سهلة لأن شعورا يمتلكنا بان مواجهة قضية الفساد تتطلب اكثر بكثير مما نقوم به، صحيح انها مسؤوليتنا ولكنها ايضا مسؤولية مجتمع بكامله ومؤسسات كل الوطن، انما نحن دائما نشعر بأن المسؤولية تقع على عاتقنا اكثر، فاذا شكا الناس وطالبوا نعطيهم الحق لأننا معنيون بهذه المطالبة، وبالتالي سألنا أنفسنا ماذا يجب ان نفعل اكثر، فهل يكفي الا نكون نحن فاسدين، وقررنا الا نسلم لهذه القوة التي تتظاهر بأنها اكبر منا في موضوع الفساد ولا يمكن ان نسلم اذا اتهمونا بالفساد لحماية أنفسهم، نصبح نحن فريسة هذا الاتهام ونعمد الى الدفاع عن انفسنا ونبرر ذلك".
واضاف: "نحن لا قيود لنا في موضوع مكافحة الفساد، فمكافحة الفساد ومحاربته هي مقاومة سياسية بكل ما للكلمة من معنى، ونحن ابناء هذه التجربة في المقاومة، فكما تحرر لبنان من احتلالات ووصايات وكان في حاجة الى نفس مقاوم مر بمراحل صعود وهبوط، ولكن المهم الا نسلم وان نستكمل ذلك، واليوم قررنا ان نستمر بكل الوسائل، احيانا نظهر للرأي العام ونصيب واحيانا لا تصل الفكرة الى الرأي العام وتطالنا، ولكن المهم ان نبقى محصنين ولا يطاولنا الفساد لنتمكن ان نمر بكل مراحل محاربته اولا بكشفه، ولدينا الجرأة ان نكشفه، وثانيا ان نرفع عنه الحماية لأنه مغطى بحماية سياسية وطائفية، والتي، للأسف، يتلطى وراءها الفاسدون. يجب ان نعرف ان مواجهة الفساد ليست فئوية او حزبية بل هي معركة وطنية بكل ما للكلمة من معنى، ورفع الغطاء عنه هي مسؤولية الجميع لنصل الى المرحلة الثالثة التي هي المحاسبة، والتي هي من واجب القضاء الذي، بدوره، في حاجة الى حماية ليسمح له القيام بعمله والا يدخل في الزواريب الطائفية والسياسية".
وتابع: "على هذا الاساس، قررنا اليوم كـ"تيار وطني حر" ان نجدد التزامنا مع ذاتنا وتجاه المواطنين استكمال بناء الدولة ومحاربة الفساد، لان هذا الموضوع يستفيد منه كل اللبنانيين. البعض يعتقد ان المجتمع يستفيد من الفساد، لكن، في الحصيلة الاجمالية اننا جميعا خاسرون ولا يمكن بناء دولة ما دام الفساد ينخرها بهذا الشكل".
وشدد على "اننا كـ"تيار وطني حر"، انجزنا وعملنا الكثير، ولكننا نشعر بأننا مقصرون ويجب ان نعمل اكثر، والناس يطالبوننا بأكثر"، وقال: "لقد حاربونا، ولكن في المكان الذي كنا فيه بمفردنا والقرارات تتعلق بنا حققنا الكثير، ولكن في المكان الذي كان يتطلب مشاركة الغير منعنا والامثلة كثيرة، في هذا المجال، للتمييز بين هاتين الحالتين. لكن نحن اليوم سنستمر وبكل الوسائل المتاحة، وقررنا ذلك كشباب التيار، ونأمل ان نعمم ذلك على كل الشباب اللبناني ليكونوا شركاءنا في هذه المعركة بان يدخلوا في ثقافة محاربة الفساد والا يكونوا جزءا من القبول بأمر واقع يأكلهم ويأكل مستقبلهم. وكما نموا روح الاستقلال والسيادة عندما كنا طلابا وواجهنا يمكنهم اليوم ان ينموا روح الاصلاح في داخلهم عندما يشكلون جزءا من هذه المعركة ويشعرون بأنهم مشاركون معنا في اداراتنا ووزاراتنا وفي المجلس النيابي وفي تقصي الحقائق وكشف المعلومات، ويتربون على محاربة الفساد، واليوم بدأوا بحملة في الجامعات بتوزيع منشورات تتعلق بهذا المشروع وهم مدعوون الى البقاء معنا على طول الخط لنطلق معا اليوم "التيار _ ضد _الفساد" وهذه سلسلة ستتناول اعمالا وشروحات وتثقيقا، ولكن ايضا افعالا ملموسة في كل مكان يمكن الوصول اليه لنصور بالسر أي درج يفتح او موظف يرتشي، وربما يكون في احدى وزاراتنا يمكن ان نكشفها مع كل الاجهزة التي تساعدنا لنكون جميعا اداة في هذه المواجهة من خلال الكشف ونظهر للرأي العام ليعود ويؤمن بدوره ويكون معنا. وهذا الاهم ان يؤمن بان الفساد ليس قدرا مكتوبا للبنان وللبنانيين، بل امر نستطيع مواجهته وكسره والانتصار عليه ونحقق نجاحات وصولا الى ادخال البعض الى السجن. الهدف ليس الدخول الى السجن لأنه في مراحل سابقة دخل فاسدون الى السجن، ولكن ذلك لا يكفي، والحل ليس في دخول كل الفاسدين الى السجن لا اعرف كم (شخصا) يبقى خارجه، ولكن الهدف ان يتوقف هذا الفساد ويدخل ذلك في ثقافة شعب ومجتمع ليكون ضد الفساد".
لن نسلم بالفساد والرشوة ولن نستكين
وقال:"على هذا الاساس حملة "التيار_ ضد_الفساد" هي سلسلة من حلقات وافعال تصدر تباعا وتوثق وتصور وترسل لان الفساد ليس اشاعة بل هو وثيقة وحقيقة نحصل عليها بأي طريقة، وأعلم ان هناك صعوبة ان يبلغ مواطن عن موظف لأنه جزء من الفساد عندما يرشي وهو جزء من المسؤولية، لذلك يخفي المعلومة، ومحام لا يفضح قاضيا لأنه وسيلته لقضيته، وهذه مشكلة نواجهها لأنه يعتبر ان خدمته تتوقف او يخاف ان يطاول أحد، لذلك يجب ان نكسر كل هذه المحرمات ونخرق في المكان الذي يمكن ان نخرق فيه لنظهر للرأي العام الحقيقة لتكون سندنا في هذه المعركة، لا ان يكون متوجسا منا، بحجة ان الالف دولار لا يعوض عن الملايين المهدورة، في ظل هذا الوضع لا نستطيع ان نقوم بأي خطوة ولا ان نكون مميزين عن الآخرين واوادم، لان تهمة الفساد صارت معممة، وهذا أخطر شيء نعيشه اليوم، لذلك نطالب الشباب والطلاب بان يؤمنوا بان في البلد اشخاصا اوادم لا يسلمون بالفساد، نحن لن نسلم ولن نستكين ولن نقبل بان نكون يوما من هذه الطبقة المتعايشة مع الفساد، وسنغلب الفساد على رغم كل شيء، نحن لن نقبل بالرشوة ولن نسكت عنها ولن نهادن، ومن مسؤولية الجميع ان يضعوا يدهم بيدنا لخوض هذه المعركة، لأننا لا نستطيع ان نفعل شيئا ما دام الفساد ينهشنا ومزاريب الدولة مفتوحة على ما هي عليه".
وأضاف: "لنعد الى الماضي حيث فتحنا ملفات كبيرة في الاتصالات وقدمنا الملف الاسود وبلغ الهدر 990 مليون دولار موثقة بالكامل ووصل الملف الى القضاء ولكنه توقف. واوقفنا ايضا بيع الارقام المميزة وادخلنا ملايين الدولارات الى الخزينة. لقد حرمنا انفسنا أي ميزة في كل الوزارات التي تسلمناها كيف لا نقوم بمخالفات، لذلك عملنا على تصحيح الوضع في محطات الكهرباء و البنزين والباسبور (جواز السفر اليبلوماسي) الذي توقف توزيعه بالكامل ومرفأ بيروت والمطار (المنطقة الحرة). اليوم في "الايدن باي" حيث قدمنا ملفا كاملا وهناك ايضا وايضا، لكن هذا كله لا يكفي والمطلوب اكثر، علينا ان نحاسب ونقبل بمحاسبة أنفسنا والمثل الاخير "مستشفى جزين" الذي وصل مديره بمساهمة منا، ولما اكتشف نوابنا في المنطقة أن هناك اعمالا لا نقبل بها أحيل على التفتيش المركزي واعفي من مهماته، وهذا خطأ نتحمل مسؤوليته ولم نتأخر يوما في تحملها".
وتابع: "اليوم اوجه كلامي الى الموظفين المحسوبين علينا واقول لهم اننا لن نسكت عن تجاوزات احد، اذ ليس المطلوب ان تكونوا اوادم فقط بل ان تظهروا الفرق وتجاهدوا اكثر وتكشفوا وتواجهوا على رغم كل الصعوبات حيث تقوم القيامة من المسؤولين والزعماء مع كل قضية تفتحونها، لكننا لا نستطيع التسليم بالامر الواقع، ومن سيقصر سنقوم بكشفه اينما كان في الادارة والاجهزة، ونحن سنوفر لهم (لكاشفي الفساد) الحماية السياسية، ونتحمل معهم كل الامور لان البلد والناس تطالبنا بما هو اكثر، والبلد ينهار امام الفساد".
وختم: "لن نقبل ولن نستكين ولن نتراجع مهما كانت التهديدات والاغراءات، هذا هو التيار الذي يجدد نفسه اليوم بمحاربة الفساد مهما طالوا من كرامتنا وسمعتنا، وكما تحرر لبنان واستعاد سيادته واستقلاله سيتحرر من الفساد في كل المؤسسات وستعود دولة لبنان التي نتمناها كلنا".
اسئلة واجوبة
وردا على سؤال اكد "ان غياب الحكومة لا يؤثر، فالمدير يبقى مديرا كذلك رئيس الجهاز وكل شخص يستطيع ان يكمل عمله،انا لا اعرف لماذا لا نجد اشخاصا - وحتى طالبا - يلتقطون صورة لموظف يفتح جاروره، على الموظفين ان يخافوا من ان اشخاصا ينظرون اليهم، لقد تطبعنا على الوضع الشاذ واصبحنا نراه طبيعيا وهذا خطأ. علينا ان نكسر هذه الرتابة وهذا الخضوع للامر الواقع، وهذا امر لا يحتاج الى حكومة بل الى رفض الامر الواقع. في النهاية، ستكون هناك حكومة، لكن اذا لم تستطع ان توقف الفساد فلا فائدة منها، علينا ان نستعيد ثقتنا بأنفسنا وان نرفض هذا الفساد".
لم نتورط ولم نسكت ولم نغط أحدا
وعن امكان المحاسبة، قال: "انا لا ابرر ما يجري ولا ادافع عن احد، ولدينا الجرأة لنقول اننا غير راضين، لكن المهم ألا نكون جزءا مما يحصل ان كان بالتورط او حتى السكوت. لقد حاول البعض توريطنا (اتهامنا) لكن الموضوع بقي في اطار الكلام بعيدا من اي اثباتات، ونحن كانت لدينا الجرأة لنذهب حتى النهاية. الى ذلك، علينا ان نكشف الفاسدين لا ان نغطيهم، لأن عدم الكشف هو تقصير. نحن نطالب كل جهة معنية: التفتيش المركزي ورئيسه، القضاء ووزير (العدل)، المدعي العام وأي مدعي عام معني بهذا الامر، نطالبه عبر الاعلام بألا يتهاون في هذا الموضوع، لأني اعتقد ان وزير (الدولة لشؤون مكافحة الفساد نقولا) تويني لديه ملف كامل وقد قدمه الى لجنة الاشغال في مجلس النواب، وكان هناك اعتراف بأنه كامل، لكنه في النهاية، ليس هو من يتخذ القرار".
وأضاف: "علينا ان نرفع الحواجز حتى عن انفسنا، والخطأ الحاصل اليوم هو ان الناس تحملنا المسؤولية وكأننا مثل المتورطين او الساكتين او المغطين للفساد، نحن لم نتورط ولم نسكت ولم نغط احدا، لا بل اننا نطالب بمحاربة الفساد، لكن المشكلة هي في التعميم الذي ينتج اليأس لدى الناس، وهذا ما نواجهه اليوم. لقد بقينا 15 عاما من 1990 وحتى 2005 ولم نيأس. بالتأكيد، الفساد لبس صعبا كالجيش الاجنبي الذي كان على ارض الوطن، لذلك قررنا اليوم ان نعلن ان مكافحة الفساد عمل مستمر ولن يتوقف ولن نترك وسيلة الا وسنستعملها، لكن على الاعلام ان يساعدنا بعدم التعميم".
واذ اكد ان "التيار الوطني الحر" لا يوفر التغطية السياسية لأحد، قال: "لقد تحدثوا عن الملف المالي و"الإبراء المستحيل" وهو صار قانونا واقر في مجلس النواب لجهة كشف الحسابات والتدقيق المالي، فماذا نستطيع ان نفعل اكثر من ذلك".
وأضاف: "نحن لا نسلم بان الفساد يزداد اليوم، لذلك اؤكد ان علينا ان نذهب الى كل المؤسسات حتى ولو لم تكن تعنينا مباشرة، وعلينا انشاء وزارة حقيقية للفساد تتمتع بصلاحيات واسعة وجهاز قادر على العمل لان الصلاحيات الحالية اثبتت عدم فاعليتها، بدليل ان معظم ادارات الدولة لا تسلم الوزير اجوبة عن الكتب المرفوعة اليها".
وختم: "المشكلة اننا لا نتحدث عن هذا الموضوع كثيرا، لأننا في بلد مهدد دائما باستقراره العام، وتوازناته دقيقة وكل ملف قد يفجر طائفة او حتى يتسبب بتفجير البلد. لكننا نرفض معادلة في مقابل الحفاظ على الاستقرار الامني والسياسي علينا ان نعيش مع الفساد الذي صار يقتلنا كالسرطان، علينا ان نواجهه ونكافحه لأننا نستطيع ان نعيش بسلام من دون ان يعيش الفساد معنا".
