تابعنا عبر |
|
|
الثائر تقدم لكم تقنية الاستماع الى مقالاتها علّم أي مقطع واستمع إليه
#الثائر
- المحرر
توقع الوزير الأسبق وئام وهاب أنه ما إن يطرح الصوت "يا غيرة الدين" سيهب الدروز لنجدته، في وقت نحن أحوج ما نكون فيه إلى الهدوء، وعدم الانجرار إلى مشكلات جانبية، أيا كانت الأسباب والذرائع، نقوى بصوت العقل، ونتحصن بالوحدة أساسا وحيدا لمواجهة الفتن والقلاقل.
لا نعرف ما أراده وهاب في لحظة حرجة يمر بها لبنان، وما معنى تسعير الخطاب السياسي وصولا إلى رفع سقوف وصلت حد التخوين والتجريح بلا طائل، وكأن المقصود افتعال معارك جانبية بغض النظر عن نتائجها وتبعاها، وكأن ظروف لبنان اليوم محصنة في وجه الفتن واستحضار العصب الطائفي في مواجهة المؤسسة العسكرية، وهي آخر حصن حامٍ للسلم الأهلي ولاستقرار لبنان.
ومن ثم، لماذا حاول وهاب توريط " حزب الله "؟ هل أراد الاستقواء بالحزب ليتبنى معركة خاسرة أساسا؟ ما بدا واضحا أن الحزب لم يصدر موقفا، وإنما جاء التوضيح عبر هيئة شؤون الاعلام في "تيار المستقبل" تعليقاً على ما اورده بعض وسائل الاعلام نقلاً عن وهاب بأن حزب الله ابلغ الرئيس سعد الحريري بأن ما يجري في بلدة الجاهلية "بيعمل حرب"، وقال مصدر مقرب من الرئيس الحريري ان هذا الكلام لا أساس له من الصحة ومحاولة لحرف الاجراء القضائي عن مساره.
ما شهدناه بالأمس، يؤكد مرة جديدة أن الأمن والاستقرار وحدهما "خط أحمر"، وبأن ليس ثمة من هو فوق الدولة، ومن غير المسموح أن ينزلق البلد في اتجاه الفوضى وإحداث القلاقل عبر حشد الشارع وتهديد السلم الأهلي، ومن غير المسموح أيضا، في ظل غياب سلطة تنفيذية فاعلة، أن يندفع أي فريق أو تيار سياسي نحو شحن النفوس.
كل ذلك يفضي إلى نتيجة واحدة، أن لا بديل الآن عن الإسراع في تشكيل الحكومة وإشاعة جو من الاستقرار بدلا من ترك الأمور على غاربها، كما أننا لسنا على استعداد أن نشهد تشكيل حكومة مصطبغة بدماء اللبنانيين.
نعيش أزمة سياسية، تقصر أو تطول، هذا أمر منوط بالقوى السياسية المفترض أن تتحمل مسؤولياتها، لكن أن نعيش مع هذه الأزمة تداعيات إشكالات أمنية، فهذا ما يتطلب موقفا واضحا من جميع القوى والأحزاب، فاللعب بالنار ممنوع، وما شهدنا في بلدة الجاهلية أمس، يتطلب إجراءات حاسمة حازمة، كي لا ننساق إلى الفتنة، وكي لا نستعيد حروبا طويت، وكي لا نعود إلى الجاهلية وتتحكم بنا من جديد الغرائز والعصبيات!