تابعنا عبر |
|
|
الثائر تقدم لكم تقنية الاستماع الى مقالاتها علّم أي مقطع واستمع إليه
#الثائر
لا تطورات جديدة في الشأن الحكومي، ولا معطيات تشي بأن العقدة الأخيرة قابلة للحل، فالأوضاع على حالها فيما يلج لبنان الشهر السابع دون حكومة، وقدره إدارة شؤونه من باب تصريف الأعمال، وسط عناد سياسي تتوارى خلفه مواقف وتصورات تكاد تكون غير منفصلة عن صراعات المنطقة، والعناد لا يولِّدُ إلا العناد، ما يعني أن الجمود باقٍ والأزمة مفتوحة على احتمالات جميعها ليست في مصلحة أحد، خصوصا وأن الواقع الاقتصادي سائر نحو مزيد من التأزم، ونتائج مؤتمر "سيدر" لدعم لبنان مهددة مع استمرار العناد إياه، ما يؤكد أن الأمور بلغت مرحلة دقيقة تستدعي مبضع جراح لا حرير التوجهات والمواقف.
عمليا، تكرس الجمود في ظل غياب أية مؤشرات توحي بإمكانية حلحلة عقدة التأليف العالقة عند شرط " حزب الله " توزير أحد النواب السنة من" اللقاء التشاوري"، ورفضه تسليم أسماء وزرائه قبل موافقة الرئيس المكلف على هذا الشرط، وفي هذا السياق جاء كلام رئيس الجمهورية العماد ميشال عون من بعبدا أمس ليعبر عن امتعاض حيال ما آلت اليه الأوضاع، في رسالة واضحة وحاسمة، حين قال "نريد ان نعرف من أم لبنان في ظل هذا التناتش على الصبي"، فيما اعتبر الوزير جبران باسيل أن الفرض والاستئثار يدمران لبنان، فريق يريد الفرض وفريق يريد الاستئثار، وهي رسالة إلى المعنيين بالعقدة الحكومية.
ولم تجدِ الدعوات والمناشدات الداخلية إلى تغليب المصلحة الوطنية، وكان لافتا للانتباه دعوة الأمين العام للأمم المتحدة انطونيو غوتيريس اللبنانيين إلى تنفيذ القرار 1701، والابتعاد عن النار السورية وبراكين الإقليم، وحث غوتيريس الجميع على التنازل لتشكيل حكومة تعتمد مبدأ النأي بالنفس الحقيقي، وتنصرف إلى البناء، وهذا ما يمكن أن يشكل بداية حل للأزمة، وقد بدا الأمين العام للأمم المتحدة أكثر حرصا من اللبنانيين على مستقبل بلدهم!
لم تلق ولن تلقى دعوات غوتيريس وغيره أي اهتمام، لا سيما وأن مشكلة توزير أحد النواب السنة من قوى 8 آذار سائرة نحو مزيد من التعقيد، مع إصرار "حزب الله" على الرئيس المكلف كي يستقبل وفدا منهم ويحاورهم، فيجيبه الحريري "واحد واحد أهلا فيهم، بس كتكتل مش واردة".
لا حكومة في المدى المنظور إلا بمعجزة، وقد نتخطى الأعياد إلى العام الجديد دون إحراز أي تقدم، فساعة يصبح العناد قدرا نكون قد دخلنا وأدخلنا لبنان في المجهول.