تابعنا عبر |
|
|
الثائر تقدم لكم تقنية الاستماع الى مقالاتها علّم أي مقطع واستمع إليه
#الثائر
وكأن طيف رستم غزالة ما زال حاضرا اليوم في لبنان، على الأقل من باب الحنين إلى وصاية بائدة، غالبا ما تجير لصالح مواجهة العدو الإسرائيلي من قبل "تيار الممانعة"، وباقي اللبنانيين عملاء ومأجورون وخونة، فمجرد أن يكون ثمة ممانعون فذلك يشي من باب التورية بأن لبنان يتكون من فسطاطين على غرار ما صنف أسامة بن لادن العالم، فسطاط مقاوم وفسطاط عميل.
هذه "النغمة" عادت لتتصدر المشهد السياسي مع استمرار عقدة تمثيل النواب السنة "الممانعين"، ولأن الأمر جلل، فإن عدم تمثيل أي منهم بوزارة دون حقيبة فذلك يعني أن إسرائيل ستتمكن من لبنان و"ستمحوه" من الوجود، ومن لا يوافق على توزيرهم هو بالضرورة متآمر ومسهل لعدوان غاشم، وهذا يعني بمفهوم "الممانعين" الأشاوس أن رئيس الحكومة المكلف سعد الحريري ينتمي إلى فسطاط المتآمرين على لبنان، ونسي هؤلاء أن الرئيس الشهيد رفيق الحريري وخلال عدوان نيسان جال العالم في سبيل تعرية العدو الإسرائيلي وتشريع عمل المقاومة كحق مقدس، فأي هراء هذا الذي يُراد لنا تصديقه؟!
إذا ما تتبعنا سيل المواقف عشية الاستقلال، نجد أن حلفاء النظام السوري جادوا بمواقف غير بعيدة عن "روح الوصاية" المتأصلة في النفوس، ودفعوا الأمور نحو التصعيد مصوبين على الحريري بنعوت وأوصاف غداة تحول الازمة الحكومية نحو وجهة مأزومة جديدة بما لا تخفى معه دلالات هذا التصعيد، واستند المهاجمون الى تجنب الحريري مرة جديدة مصافحة سفير النظام السوري في بيروت علي عبد الكريم علي في استقبالات بعبدا وانسحابه لوهلة من الاستقبال كما فعل سابقا في مناسبة مماثلة.
لم يرتقِ "الممانعون" إلى مضمون حديث الرئيس ميشال عون في رسالته الاستقلالية مساء الاربعاء عن عدم إمكان تحمل ترف اهدار الوقت بعد الان، ما يطرح الكثير من التساؤلات حيال ما نحن مقبلون عليه، تعطيلا حتى "يوم الدينونة"، وكأن مبادرة وزير الخارجية جبران باسيل كانت مجرد لقاءات تعارف بعد أن حُقن النواب السنة المعارضون بجرعة "ممانعة" ذودا عن لبنان في مواجهة عدو غاشم، ليحفظوا لبنان واللبنانيين من مؤامرات تدبر بليل، وينسى الجميع أن أكبر "هدية" نقدمها للعدو الإسرائيلي إبقاء لبنان دون حكومة.