تابعنا عبر |
|
|
الثائر تقدم لكم تقنية الاستماع الى مقالاتها علّم أي مقطع واستمع إليه
#الثائر
في تطور خطير أشارت وكالة الاستخبارات المركزية الأميركية CIA أمس الأول إلى أن ولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان هو من أمر بقتل الصحفي جمال خاشقجي ، الذي اختفى في قنصلية بلاده في إسطنبول منذ الثاني من تشرين الأول (أكتوبر) الماضي، وذلك بحسب تقارير نشرتها وسائل إعلام أميركية، مستندة إلى فحص الأدلة التي بحوزة الاستخبارات المركزية "فحصا دقيقا"، غير أن مصدرا مقربا من الـ CIA لفت إلى أن المحققين لم يتوصلوا إلى "دليل صارخ" على ضلوع ولي العهد السعودي في عملية القتل، ولكنه استدرك، منوها إلى أن المحققين يعتقدون أن "مثل هذه العملية لا بد أنها تمت بموافقته".
حتى الآن، يأتي تسريب وكالة الاستخبارات الأميركية ليؤكد أن ثمة احتمالين اثنين، الأول يتمثل في ممارسة الضغط على السعودية ودفعها لتقديم تنازلات أكثر من صفقة سلاح، تلك التي يحرص عليها الرئيس دونالد ترامب في سعيه لدعم صناعة الأسلحة الأميركية وتوفير فرص عمل والحد من مفاعيل البطالة في بلاده، أما الاتجاه الثاني، وهو المرجح، أن يكون مثل هذا التسريب مندرجا في سياق الضغط على ترامب من قبل الديموقراطيين، وغير بعيد عن لعبة التوازنات الداخلية، خصوصا في أعقاب الانتخابات النصفية التي جرت قبل نحو عشرة أيام، وحقق فيها الديموقراطيون فوزا غير الخارطة السياسية في الكونغرس لصالحهم.
وبعيدا من هذين الاحتمالين، لا بد من قراءة أبعد من مجرد تسريبات عبر الـ CIA، وهذا ما يقود بالضرورة إلى أن ثمة معطيات أكبر لم يفصَح عنها حتى الآن، فضلا عن أن التسريب جاء ليدعم ما أوردته صحيفة "الواشنطن بوست" التي كان خاشقجي يكتب فيها، ولفتت الصحيفة إلى أن تحقيق الـ CIA مبني على اتصال هاتفي أجراه خالد بن سلمان، شقيق ولي العهد، وسفير السعودية في واشنطن، وهذا ما نفته السعودية مؤكد أن ولي العهد لم يكن على علم بأي شيء في هذه القضية، وأن خاشقجي قتل على يد مجموعة "خالفت تعليمات القيادة".
لكن ما هو مؤكد أن هذا التطور الخطير أربك الرئيس ترامب، حين علق "إنهم لم يخلصوا إلى أي شيء بعد. من السابق لأوانه توجيه اتهام له"، لكن أعلن غير أيضا أن النتيجة التي توصلت إليها CIA بأن الأمير محمد مسؤول عن قتل خاشقجي "ممكنة"، معربا عن اعتقاده، بأن جريمة القتل هذه "كان يجب ألا تحدث مطلقا".
وسط هذه التطورات، من المتوقع أن نشهد في الأيام المقبلة ما يمكن أن يبدد بعض ضبابية المشهد، خصوصا وأن الأتراك لم يقولوا كل شيء حتى الآن، ولا شك أن تسريبات الـ CIA ستكون مقدمة لمسار جديد قد تسلكه هذه القضية، دون أن ننسى الدور الأوروبي غير المتساهل في مقاربة الجريمة والداعي إلى تغليب الجانب الإنساني الحقوقي على صفقات الأسلحة!