تابعنا عبر |
|
|
الثائر تقدم لكم تقنية الاستماع الى مقالاتها علّم أي مقطع واستمع إليه
#الثائر
- المحرر
توقفت حركة السير ساعات معدودات فقامت الدنيا ولم تقعد، "انتفض" اللبنانيون، وثاروا تعويضا لكرامة هُدرت واستبيحت على الطرقات، فيما محركات الحكومة متوقفة منذ نحو ستة أشهر ولم يثوروا لكرامتهم، فأي بلد هذا؟
والأنكى أن المسؤولين وقفوا مع "عجقة السير" إلى جانب الناس، وأعربوا عن تضامن فوق العادة، نفضوا أيديهم من مسؤولياتهم، ولم يكن في مرمى التصويب إلا الجيش اللبناني، ليبرروا تقاعسا وفضائح وإهمالا، علما أن المؤسسة العسكرية تحملت بدماء شهدائها سنوات من التضحيات الجسام، وما تزال، ولم يتحمل اللبنانيون معاناة ساعات قليلة.
سنوات تمضي ومسؤولون يقطعون الهواء عن الناس والأمر لا يعنيهم في شيء، وأشهر تضيع ولا من يسأل، وبلد على شفا الانهيار والإفلاس ولم نسمع أن أحدا تذمر، نعيش وسط وبين وقرب أكداس النفايات وتقتلنا روائحها، مياهنا ملوثة وهواؤنا، بعض انتاجنا الزراعي مسرطن، جبالنا تقضم وأحراجنا تنهش وشواطئنا مصادرة ولا يرف لنا جفن، واقتصادنا يتراجع ويتهاوى ولقمة العيش مهددة، ولم نثر كما ثرنا بالأمس.
ما شهدناه من مسلسل إذلال واستباحة كرامات على الطرقات غير مقبول، ولا يمكن تبريره وتسويغه و"هضمه"، لكن ألا يفضي ذلك إلى أن لبنان آيل إلى السقوط أكثر في وهدة الفضائح والكوارث والأزمات؟ ألا يعني ذلك أيضا أن الطرقات المفضية إلى الأمان الاستقرار جميعها مقطوعة منذ سنوات طوال؟ أم أن المشكلة مقتصرة على أزمة سير عابرة فحسب؟
لا بد من الإشارة إلى مشكلة الاختناقات المرورية على مداخل بيروت ليست بمستجدة، ولا أزمة عابرة، وهي قضية لم تلق معالجة طوال حقبات ماضية، كما هو الحال تماما مع "فيضانات" الشتاء الموسمية على الطرق، وهذا ما شهدناه بالأمس أيضا مع فيضان ضرب منطقة الرملة البيضاء في بيروت حيث فاضت المياه في مجاري تصريف الامطار وتسببت بفيضان حقيقي اجتاح الشوارع.
نتنقل من فضيحة إلى أخرى، ونعيش أزمات لا تني تطل برأسها مستبيحة كراماتنا بأكثر من سيرٍ توقف وسيارات علقت بالآلاف، ولم نتمكن حتى الآن من الانتفاض لحقنا في حياة كريمة، على الأقل بما يُشعرنا أننا مواطنون علينا واجبات، ولكن لنا حقوق أيضا، فمتى ننتفض لكرامة في بلد معطل هو من يصادرها لا عجقة سير؟!