تابعنا عبر |
|
|
الثائر تقدم لكم تقنية الاستماع الى مقالاتها علّم أي مقطع واستمع إليه
#الثائر
– أنور عقل ضو
قلما نقرأُ أخبارَ السياسيينَ أو نتابعُ "تغريداتهم"، فهذا ما لا قدرةَ لنا على تحمله، باستثناء مطالعة يومية سريعة لعناوينِ الصحف ووكالات الأنباء، لنكون ملمين كـ "ثائر" بما لا يجب أن يفوتَنا، فيما لو كان ثمة حدثٌ جلل يقتضي منا المتابعة، رصداً وتحليلا، ذلك أن لا طاقة لنا على احتمال ما يجودُ علينا به مسؤولٌ دأبَ على ترديد مواقفَ معروفة مسبقا، "بايتة"، "بايخة" وممجوجة، خصوصا ذاك الذي يعتبر التصريح "حاجة" وطنية ملحة ليحدد لنا، نحن السذَّج، بوصلةً تدلنا ونهتدي بها لنعرفَ مصيرَ لبنان ومستقبل أولادنا والأحفاد. (ملاحظة: السذج لا تعني البلهاء كما هو شائع، والساذج من يتصرف عن بساطة قلب وسلامة نية، فاقتضى التوضيح).
ويكاد الأمر يكون كمن "يفلفش" صحفَ الصباح، ولكن عبر الكمبيوتر الشخصي أو الهاتف المحمول، وهذا ما يضفي على يومياتنا بعضاً من أفق افتراضي، حتى نكادُ نظنُّ أنَّ أهلَ السياسةِ أشخاصٌ لا هوية واضحة لهم كصفحات وحسابات وهمية Fake accounts على مواقع التواصل الاجتماعي، فوسائلُ الإتصالِ الحديثة، و"أخطرها" الهواتف الذكية يستفيد منها العالم لتوسيع مداركه، أما في لبنان فقد غدت تعلم الناس "الغباء" بشفاعة مسؤولين أكثر من 90 بالمئة منهم لا طعم لهم ولا رائحة ولا لون، لزوم ما لا يلزم، مجرد أرقام في "ماكينات" السلطة.
مع استشراء المواقف المتطرفة، أي تلك المحكومة بفضاء غرائزي، أضحى الناس يتابعون كم عدد النواب من الطائفة التي ينتمون إليها سيتمثلون في الحكومة، وسينضوون في رحاب السلطة التنفيذية، والاستثناءات قليلة، خصوصا وأن النخب المثقفة عافت السياسة منذ زمن بعيد، أو "هجت" خارج لبنان، ومن بقي أصابه "مسٌّ" أو على الطريق.
تحولت السياسة في لبنان شكلا دون محتوى، "فانتازيا" سخيفة مملة، وما يدنو من المهمة الشاقة أنه لا بد من هذه المطالعة كل يوم، ولا بد أن "تفلفش" في صحائف الخيبة، وتقرأ ولو العناوين بالحبر "الـمُشفَّرِ" بدماء اللبنانيين القانطين حدّ الخدر والإكتئاب، وحد مراثي الخيبات المستمرة.
أصعب ما في العمل الصحافي في لبنان أن تكون ملزماً بقراءة "إبداعات" لا يصدقها من كتبها، فإلى متى كل هذا الهراء؟!