تابعنا عبر |
|
|
الثائر تقدم لكم تقنية الاستماع الى مقالاتها علّم أي مقطع واستمع إليه
#الثائر
لا يحسد رئيس "التيار الوطني الحر" الوزير جبران باسيل على ما أوكل إليه من مهمة تكاد إلى الآن تكون شبه مستحيلة، لجهة تذليل عقبة تمثيل سنة 8 آذار، ولو قُدر له النجاح – وهذا ما نتمناه – سيكون قد خطّ اسمه بحروف من ذهب على أنه أحد أقطاب الدبلوماسية الداخلية في لبنان، أي تلك أعجزت دولا، ودفعت في مراحل تاريخية عدة وزراء خارجية عربا وأوروبيين وأميركيين وغيرهم إلى اعتزال السياسة، أو عدم الاقتراب من الساحة اللبنانية التي غالبا ما "تلسع" من يدنو منها.
حقق الوزير باسيل إنجازات مهمة للدبلوماسية اللبنانية في مختلف بقاع العالم، وكان حاضرا ومعه لبنان في أهم المنتديات العالمية، وأوصل صوت لبنان إلى عواصم القرار، وكان على قدر المسؤولية باعتباره رأس الدبلوماسية اللبنانية، غير أن باسيل يواجه اليوم تحد أكبر، في مسعى يكاد يكون "يتيما" على مسار تشكيل الحكومة بهدف الوصول إلى الخواتيم المرجوة وإعلانها كاملة ناجزة، برعاية رئيس الجمهورية ومباركة "حزب الله" والرئيس المكلف سعد الحريري.
ثمة ألغام كثيرة تعترض مهمة باسيل، خصوصا لجهة ردم الهوة العميقة بين "الثابت" المتمسك به رئيس الحكومة المكلف، وتمسك النواب السنة الستة بواحد منهم ليكون وزيرا، وما يؤكد صعوبة هذه المهمة أن الحريري كشف عن وزير للرئيس نجيب ميقاتي، فضلا عن أن ثمة وزيرا سنيا من حصة رئيس الجمهورية (النائب فيصل كرامي)، ومن هنا، فإذا تنازل عن وزير لسنة 8 آذار، فهل سيقبل أن تكون حصته في حكومة هو رئيسها وزيرين فحسب؟
هذا التساؤل يؤكد أن مسعى الوزير باسيل لن يكون سهلا، والتسوية تبدو إلى الآن صعبة، إن لم نقل مستحيلة، ومع هذه الصيغة الضيقة، ثمة ثلاثة خيارات:
1-إما أن يتنازل الحريري عن وزير من حصته، وهذا يضعف موقعه في الحكومة ويلغي بعض التوازنات المطلوبة.
2-أن يتنازل رئيس الجمهورية العماد ميشال عون عن الوزير السني من حصته، وهذا بدوره يعني المس بحصة الرئيس، وهذا ما لم يكن موضع مساومة من قبل الرئيس عون الذي رفض التخلي عن وزارة العدل.
3-أن يتنازل النواب السنة الستة، أي " حزب الله "، عن المطالبة بتوزير واحد منهم، وكان واضحا الأمين العام للحزب السيد حسن نصرالله في رفض التخلي عن هذا المطلب.
من هنا، لا يحسد الوزير باسيل على مهمته، خصوصا وأن الخيارات الثلاثة تبدو صعبة، وقد نعود من جديد إلى دائرة المراوحة والانتظار، فضلا عن أن الوقت ضاغط، وثمة أسئلة تلح في هذه المرحلة متصلة بمصير مفاعيل مؤتمر "سيدر" وضرورة إقراره.
فهل ينجح باسيل في نزع اللغم الحكومي الأخير؟!