تابعنا عبر |
|
|
الثائر تقدم لكم تقنية الاستماع الى مقالاتها علّم أي مقطع واستمع إليه
#الثائر
لو كان النواب السُّنة من قوى الثامن من آذار يملكون فعلا قرارهم لبادروا اليوم قبل الغد لإعلان تسهيل مهمة الرئيس المكلف والخروج من السباق الوزاري، وبذلك يؤكدون استقلال قرارهم من جهة، ويؤكدون كذلك حيثية تمثيلية بعيدا من ظل الزعامات التي التحقوا حافلاتها ومحادلها، وفي الوقت عينه يهدون لبنان ما يستحق من تضحية، وهذا ما سوف يحسب لهم على أنهم سهلوا ولادة الحكومة ولم يكونوا حجر عثرة، ولا معطلين كما هو الواقع اليوم، وفي الوقت عينه غير محسوبين، في السياسة، على أي من فرقاء الأزمة، واستحقوا فعلا لا قولا صفة "مستقلين".
لا يمكن أن يظل الاستحقاق الحكومي معطلا لمنصب وزير دولة، أيا كانت الأسباب والمبررات والموجبات وتعدد القراءات، ولا يمكن كذلك أن يبقى لبنان على قائمة الانتظار، فيما يداهمه الاستحقاق تلو الآخر، من أجل الإتيان بوزير دون حقيبة، ولا نناقش هنا أحقية التمثيل من عدمه، ولا موقف " حزب الله " و"تيار المستقبل"، وإنما ننظر إلى المشكلة فيما لو كانت متجردة عن مناكفات الداخل.
صحيح أن الأبواب تُركت مفتوحة من قِبل كل من رئيس الحكومة المكلف و"حزب الله"، غير أنه لا بوادر تشي بأن المشكلة آيلة إلى الحل في وقت قريب، خصوصا وسط توقعات بأن تظل المراوحة سيدة الموقف، وليس ثمة مؤشرات إيجابية إلى الآن بالوصول إلى حل في وقت قريب، وجاء موقف النائب فيصل كرامي (المرتاح لقرار توزيره من حصة رئيس الجمهورية) "لا نملك شيئاً لنتنازل عنه ولا حل إلا بتوزير أحد أعضاء اللقاء" ليؤكد أن الأمور تنحو أكثر نحو المزيد من التعقيد، وكان موقف "اللقاء التشاوري" لا يزال على ما أبلغه كرامي لوزير الخارجية جبران باسيل: "الوزير منّا"، وكل ذلك يعني أن الحلول لا تزال بعيدة.
وقال الوزير باسيل بعد لقائه المفتي عبد اللطيف دريان ، كلاما يختزل بعض جوانب المشكلة، حين أكد اننا نريد حكومة قوية، من أجل ذلك نريد رئيس حكومة قوياً، هذا مطلبنا، ولا نقبل إلا أن يكون رئيس حكومتنا قوياً، لأنه إذا لم يكن كذلك فكلنا معاً نكون ضعفاء، حكومتنا تكون ضعيفة، وبلدنا ضعيفاً، وكذلك العهد وفخامة الرئيس.
ما يستشف من مجمل التطورات الأخيرة، أن نواب سنة 8 آذار بعد انضوائهم في ما أطلقوا عليه "لقاء تشاوري" بات "لقاء تعطيل" إلى أن يستجد ما يؤكد خلاف ذلك.