تابعنا عبر |
|
|
الثائر تقدم لكم تقنية الاستماع الى مقالاتها علّم أي مقطع واستمع إليه
#الثائر
– محرر الشؤون السياسية
لم يعلن الرئيس المكلف سعد الحريري موقفا من الأزمة الحكومية الناشئة، والمتمثلة بعقدة تمثيل النواب السنة من قوى الثامن آذار، ولم يتبنَّ كذلك أي قرار أو توجه ما في مؤتمره الصحافي اليوم متصل بالسبل الممكنة للخروج من هذه الأزمة، وإنما حدد ثوابت مرتبطة بصلاحيات رئيس الحكومة، وقدم مطالعة نقدية تناول فيها كل ما اعتور التأليف من مشقات وصعوبات وثغرات أيضا، وخلص في النهاية إلى أن ليس ثمة من يملي عليه تصورات معينة وفق أجندته وتوجهاته، ولا من يفرض عليه خياراته.
سبق ذلك عرض مفصل لحيثيات متصلة بعملية التأليف، وقدم بعدها إيحاءات ملغزة، بعضها يشي بأنه مستمر في مهام تشكيل الحكومة ، وبعضها الآخر تركها مشرعة على خيار الاعتذار وأن كل شيء في وقته، وفي المحصلة، لا يمكن أن نتلمس غير استمرار الأزمة بانتظار مبادرة بات الكل ينتظرها من بعبدا، وسط الحديث عن صيغة لتسوية يرعاها رئيس الجمهورية العماد ميشال عون .
ومع كل هذا المستجد من مواقف وتطورات، يبقى لبنان في مواجهة مع الذات، وعلى أبواب مرحلة قد تطول لأكثر مما كان أحد يتوقع، وبتعبير أدق، بات الوضع القائم بمثابة شد حبال بين "حزب الله" من جهة و"تيار المستقبل" من جهة ثانية، وكل الخوف أن تنحو الأمور نحو مواجهة سياسية سنية – شيعية، خصوصا وأن هذين المكونين يختصران في حدود بعيدة الشارعين السني والشيعي، وإن حاول أحدهما الإيحاء بأن الصراع ذات بعد وطني، ويبدو وسط كل ذلك أن ليس ثمة من يريد أن يعرف حجم ومدى الاحتقان بين جمهورين وشارعين، وأن أزمة تمثيل النواب السنة المعارضين شكلت منذ خطاب الأمين العام لـ "حزب الله" السيد حسن نصرالله قبل أيام منعطفا قد يهدد السلم الأهلي في لبنان، ويدفع الأمور إلى أبعد مما يحتمله لبنان.
نعيش في هذه اللحظة السياسية بعض تجليات المواجهة بين إيران ودول الخليج، بين مشروعين في المنطقة، في حرب بدأت في سوريا العراق وامتدت إلى اليمن، وكل الخوف أن يصبح اللبنانيون بعض وقودها في المرحلة المقبلة، وأن نكون انتقلنا من أزمة حكومية إلى ما يهدد السلم الأهلي، فيما أبقى الحريري الأمور بين المواجهة والاعتذار.
لا حكومة في المدى القريب، والأزمة مفتوحة على احتمالات عدة، وما نتمناه ألا نصل لنكون أمام خيارات كثيرة... لكن يبقى أحلاها مُـــرّ!