تابعنا عبر |
|
|
الثائر تقدم لكم تقنية الاستماع الى مقالاتها علّم أي مقطع واستمع إليه
#الثائر
لا حكومة قريبا إلى أن "تكذب المياه الغطاس"، لا حكومة إلى أن نرى "طحينا بعد جعجعة"، ولا حكومة أيضا بالرغم من التلميح بأن ثمة حلا لعقدة تمثيل النواب السنة من قوى الثامن من آذار، ولا حكومة حتى وإن جرى توزير أحدهم من حصة رئيس الجمهورية العماد ميشال عون ، وفق سيناريو مقترح يعول عليه كثيرون كحل وحيد متاح للخروج من عنق الزجاجة، لا حكومة بغض النظر عما سيقوله بعد ظهر اليوم الرئيس المكلف سعد الحريري، وما يقرأ بين سطور الأزمة، يؤكد أن المطلوب أكثر بكثير من توزير نائب دون حقيبة ولا صلاحيات.
"فول" الحكومة في "مكيول" النزاعات الإقليمية، وما يحكي عن أن لا تدخلات خارجية ليس إلا بعض تطمينات يطلقها أولو الأمر للتهدئة وترك الباب مشرعا لحلحلة أو لتسوية ممكنة، بينما الواقع مغاير تماما، ويدنو من أن يكون نوعا من المواربة وذر الرماد في العيون، ودائما ثمة من يشيع أجواء التفاؤل، لعل وعسى.
لا تدخُّل إقليميا مباشرا، لا شك في ذلك، فهل يمكن أن يحضر – على سبيل المثال – سفيرا إيران والسعودية في مشاورات التأليف؟ وهل يمكن أن يمليا في العلن مواقفهما في تمثيل فلان من عدمه؟ ومن ثم ليحترم الجميع عقولنا، ألا تندرج مواقف "حزب الله" و"تيار المستقبل" في أجندة كل من إيران والسعودية، على الأقل من باب تلاقي الأهداف والتصورات كي لا نقول أن ثمة تنسيقيا وتقاطع مصالح؟
ثمة كلام صريح في بعض الأروقة المعتمة كان وما يزال قيد التداول منذ قررت "القوات اللبنانية" المشاركة في الحكومة، كلام يقول بأن الرئيس الحريري لم يعد الرجل المناسب في هذه الفترة بعد جملة من المستجدات الإقليمية، إلا أن هذا الكلام لم يخرج إلى العلن، وبعض ما شهدناه خلال الفترة الماضية من تطورات وصولا إلى تثبيت عقدة تمثيل النواب السنة، يندرج في هذا الإطار.
إلا أن المتواري من مواقف عبر عنه جهارا نهارا رئيس "حزب التوحيد العربي" الوزير السابق وئام وهاب ، حين اعتبر أن رئيس الوزراء المكلّف تشكيل الحكومة سعد الحريري هو العقدة الوحيدة اليوم برفضه التفاهم مع الآخرين ورفضه لنتائج الإنتخابات النيابية.
كلام وهاب جاء بعد لقائه نائب الأمين العام لـ"حزب الله" الشيخ نعيم قاسم، واعتبر فيه أنّ "الحريري غير صالح لشيء وليس فقط لرئاسة الحكومة، كما أنّه من الممكن أن يكون غير صالح لأن يكون موظفا في الحكومة بعد مراجعة سيرته الذاتية الـ CV".
صراحةُ وهاب توفر على المراقبين عناء التحليل والاستتاج، ما يؤكد أن "فول" الحكومة في "مكيول" النزاعات الإقليمية.