تابعنا عبر |
|
|
الثائر تقدم لكم تقنية الاستماع الى مقالاتها علّم أي مقطع واستمع إليه
#الثائر
بعد موقف الأمين العام لـ " حزب الله " السيد حسن نصرالله من موضوع تمثيل النواب السنة في الحكومة، وإعلانه الوقوف معهم "سنة واثنين وألف سنة وحتى قيام الساعة"، ينتظر اللبنانيون إطلالة رئيس الحكومة المكلف سعد الحريري يوم غد بعد عودته من رحلته الباريسية، إذ من المتوقع أن يعلن موقفا أيضا حيال توزير أحد النواب السنة غير المنتمين لـ "تيار المستقبل".
وكان الحريري قد رفض إعلان موقفه إلا من لبنان، غير أن المعطيات تشير إلى أن موقفه لن يتغير، وسيظل على رفضه توزير أي من النواب السنة المعارضين، من موقع أن الأمر يطاول صلاحياته كرئيس مكلف، ما يعني عمليا الدخول في أزمة سياسية جديدة يبدو إلى الآن أنها ستكون دون آفاق واضحة، وسيدخل لبنان "منعطفا حكوميا" قد يفضي إلى تطورات لن تزيد الأمور إلا تعقيدا.
وثمة مخاوف من أن تتحول العقدة المتبقية إلى خلاف يستحضر خصوصية الصراع السني – الشيعي إلى الساحة المحلية على نحو أكبر مما شهدناه من قبل، خصوصا في ظل ما تعيش المنطقة من تجليات لهذا الصراع، ولا سيما بين إيران ودول الخليج، بغض النظر عن توصيف ما هو قائم على أنه مواجهة بين المشروع الأميركي - الصهيوني من جهة والتوسع الإيراني في سوريا والعراق واليمن ولبنان من جهة ثانية، فضلا عن أن لهذا الصراع جذورا تاريخية ترقى إلى القرن الخامس عشر مع بدء النزاع بين الدولة الصفوية في إيران والسلطنة العثمانية.
في ما قاله السيد نصرالله من أن الجمهورية الإسلامية في إيران لا تتدخل في الشأن اللبناني الداخلي وفي تشكيل الحكومة تحديدا، وما سيقوله كذلك الرئيس الحريري غدا من أن السعودية بدورها لا تملي على لبنان مواقفها من الحكومة، قد يكون إلى حد ما صحيحا، ولكن المشكلة ليست في يمليه الآخرون، وإنما في ما يتبناه حلفاء إيران وسوريا من موقع ارتباطهما بمشروعين لهما تصورات مختلفة.
في المحصلة، وما يمكن استـنـتاجه لا يحتاج إلى خبراء استراتيجيين، ويمكن أن يتبينه هواة السياسة ومن لم يتقنوا بعد القدرة على التحليل، يؤكد أن الحكومة باتت موضع تجاذب سعودي – إيراني، فالمملكة ترفض توزير السنة المعارضين من موقع أنهم حلفاء لـ "حزب الله"، وإيران تصر على توزيرهم لاعتبارات عدة، تؤكد من خلالها جملة من الأمور، أهمها أنها حاضرة في السياسة الداخلية في لبنان عبر حلفائها.
كل ذلك يؤكد دون كبير عناء، أنه بين السعودية وإيران "طارت" الحكومة، على الأقل في المرحلة المقبلة، بانتظار "معجزة" ما، لا يمكن أن تتحقق إلا بوساطة روسية!